عرب وعالم

كيف تنظر روسيا إلى صعود "اليمين المتطرف" في أوروبا؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 11:21 مساءً - "لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى"، بهذه الجملة المستوحاة من شعار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعثت المجر بأولى رسائلها مع تسلمها رئاسة الاتحاد الأوروبي، وسط قلق يتزايد في التكتل، بالتزامن مع صعود اليمين المتطرف، وهو أمر يصفه محللون روس بـ"الصحوة الأوروبية".

وانتقلت الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي من بلجيكا إلى المجر برئاسة فيكتور أوربان الذي وعد بالتصرف بـ"حيادية" في ظل النهج الذي يقوده داخل الاتحاد والناتو، وعلاقاته مع روسيا رغم الحرب في أوكرانيا.

"صحوة أوروبية"

ويقول الخبير في الشؤون الأوروبية رافائيل كازكشوف، لـ"الخليج الان"، إن ما يجري في فضاء العالم الأوروبي "هو بداية صحوة أوروبية ضد الفضاء السياسي الذي حكم القارة في السنوات الماضية وحولها من اقتصادية طموحة إلى منطقة تحبك داخلها المؤامرات وخطط الحرب العالمية الثالثة".

وأضاف كازكشوف :"أوربان يقود هذا التكتل لأنه يدرك تمامًا أن أوروبا تسير بما تمليه الولايات المتحدة وأن الهدف الأكبر لواشنطن هو ضرب عصفورين بحجر واحد روسيا وأوروبا لتتفرد بالعالم كله" على حد قوله.

وتابع أن "المزاج العام في القارة غير مرتبط بتوجه حزب معين أو كتلة"، لافتًا إلى أن "الموضوع أوسع من هذا بكثير".

وقال إن "الأوربيين توصلوا لقناعة بأن السياسة الحالية التي يقودها ساسة بلادهم لا توصل إلا لطريق صراع مباشر مع روسيا والتكتل اليميني الذي ظهر لا يريد تدمير بلادهم من أجل تنافس توسعي يخوضه الناتو في العالم".

تحالف جديد

وفي الوقت الذي يصعد فيه اليمين في أوروبا، تقول صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "القادة الحاليين ينسجون في مكان آخر تمامًا حيث سيعرض الناتو على أوكرانيا تحالفًا لإدارة كافة المساعدات العسكرية المقدمة لها خلال القمة المقبلة في واشنطن".

وقال العديد من كبار المسؤولين للصحيفة، إن "هذه ضمانة لالتزام الحلف على المدى الطويل بأمن أوكرانيا".

ويرى الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية سيرغي توفين، أن "الغرب ينقلب على نفسه في هذا التحالف الجديد الذي يخرج عن صورة الناتو التي بنيت على أساس تحالف عسكري قوي لا يفرق بين أعضائه أي تشكيل عسكري آخر".

وقال توفين لـ"الخليج الان": "لقد عجزوا عن تطويع بعض الأعضاء وفق إرادة الولايات المتحدة وبعض الدول القوية في الحلف لذلك قرروا أن يخلقوا جسمًا آخر دون قوانين ودون التزامات وفي الظاهر سيقود تنظيم الدعم العسكري فقط لكن هذا خروج عن المواثيق التي تجمع أعضاء الحلف".

واستبعد توفين،أن يكون هذا الأمر بداية النهاية لحلف الناتو، مشيرًا إلى أن" الانقسام السياسي الحالي داخل أوروبا هو من خلق هذه المظاهر وحين عودة الاستقرار السياسي داخل أوروبا وأمريكا وتحديدًا بعد الانتخابات ستعود الأمور إلى نسقها الطبيعي".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا