لا يحمل صفة المستشار الرسمي لماكرون، ولا تزخر سيرته الذاتية بالمناصب الرسمية الكثيرة، لكنه نجح في أن يصبح أحد أكثر الوجوه تأثيراً على الرئيس الحالي، وبات من "زوّار الليل" الدائمين لقصر "الإليزيه".

بيار شارون؛ السبعيني الذي يفرد خبرة سنوات في أي نقاش سياسي يدخل فيه، فيجبر السامعين على الإصغاء، علّهم يحصلون على حل يفك عقدة سياسية عجزوا عن إيجاد وسيلة لحلها..

فالموظف الماهر السابق لجاك شيراك في مجلس مدينة باريس، ولنيكولا ساركوزي في القصر الرئاسي.. هو واحد من السياسيين الذين أقنعوا ماكرون بحل البرلمان، حيث أطلقت عليه صحيفة لوموند الفرنسية لقب " زائر الليل ".

ومع افتقار حياته الأكاديمية لأي دبلوم سياسي أو مكانة علمية مرموقة، تمكن دفتر العناوين الذي لخص في صفحاته تجربَتَه السياسية الطويلة من الارتقاء به إلى رتبة قائد التشريفات في القصر الرئاسي، وتم منحه الإذن بدعوة من يريد إلى "الإليزيه" منذ عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، ويُصنف اليوم كـ"أحد المستشارين غير الرسميين" لماكرون الذي يصفه بالرجل ذي البصيرة، الغارق في المقاومة، وفي مؤامرات يُعتقد أنها مستحيلة، فهو دائمًا في خدمة الجمهورية"، وهو ما لم ينفه صاحب العلاقة بعد سيل الاستفسارات التي وجهت إليه عقب حل البرلمان حيث قال: " أول من قال كلمة "الحل" هو أنا، ولكن بعد ذلك، فهو عمل جماعي!".

ومنذ يوم حل البرلمان، لم يغفل أي مقال يحاول توثيق ظروف حل الجمعية الوطنية ذكر بيار شارون، الشخص الذي ساهم مع ثلاثة آخرين في إقناع الرئيس بإطلاق هذا القرار الجريء أو "المجنون" وفق "لوموند".