عرب وعالم

هل باتت حرب أوكرانيا مقبرة للدبابات بفضل الطائرات المسيرة الرخيصة؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 07:14 مساءً - تاريخ النشر: 

17 يونيو 2024, 4:08 م

الطائرات المسيرة زهيدة الثمن باتت كابوسًا للدبابات.. عنوان أصبح يتسيد المشهد في الحرب الروسية الأوكرانية وسط الحديث عن نهاية هيمنة الدبابات في الحروب الحديثة بسبب الخسائر الكبيرة لها في حرب أوكرانيا بما في ذلك الدبابات الغربية الحديثة.

المعضلة التي تواجه الدبابات بدأت قبل حرب أوكرانيا وتحديدًا في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية بين أرمينيا وأذربيجان، ففي الحربين جرى تدمير أعداد مذهلة من الدبابات في وقت قصير والتفوق عليها ولا سيّما بواسطة الطائرات المُسيّرة العسكرية.

في حرب أوكرانيا فقدت روسيا 2006 ناقلة جنود مدرعة ومركبات قتالية دُمِّرَت أو تُخلّي عنها أو تم الاستيلاء عليها وفق تقرير لصحيفة موسكو تايمز، والوضع فيما يتعلق بالخسائر في مركبات المشاة القتالية أسوأ من ذلك، كما تشير التقارير أيضًا إلى أن موسكو فقدت حتى الآن أكثر من 2900 دبابة على الرغم من أن أوكرانيا تزعم أن العدد يتجاوز 7000 دبابة.

نتيجة أوكرانيا في خسارة الدبابات لا تقل فظاعة عن روسيا، فوفقًا لتقرير حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز تمكنت القوات الروسية من تدمير خمس من أصل 31 دبابة أمريكية الصنع من طراز أبرامز، التي يقال إنها من بين أقوى الدبابات في العالم وأرسلها البنتاغون إلى أوكرانيا في الخريف الماضي.

موقع أوريكس للتحليل العسكري الذي يحصي الخسائر بناء على أدلة مرئية كشف أن 796 دبابة تم تدميرها أو الاستيلاء عليها أو التخلي عنها منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

بالعودة الى الطائرات المسيرة فقد تمكنت طائرات زهيدة الثمن مسلحة بالمتفجرات وتقل تكلفة الواحدة منها عن 500 دولار من تدمير دبابة أبرامز الأمريكية وقيمتها 10 ملايين دولار في أوكرانيا من قبل روسيا.

من هذه المُسيّرات ما يعرف باسم الطائرات المُسيّرة من منظور الشخص الأول؛ وهي مجهزة بكاميرا تبث الصور في الوقت الفعلي إلى وحدة التحكم الخاصة بها، التي يمكنها توجيهها لضرب الدبابات في أكثر الأماكن ضعفًا.

مثل هذه الطائرات المسيرة تحمل شحنات صغيرة الحجم قد لا تكون قوية بما يكفي لاختراق الدرع الأمامي السميك للدبابة، ولكنها بدلًا من ذلك تستهدف الأجزاء الرقيقة الضعيفة مثل سقف وجوانب الدبابة.

على الرغم من كل هذه الخسائر وقسوة الطائرات المسيرة على الدبابات، بيد أن الحرب في أوكرانيا تشهد قيام موسكو وكييف بخلق لعبة القط والفأر المستمرة؛ بمعنى أن أيًّا منهم ليس مستعدًا للتخلي عن الدبابات، بوصفها أجزاءً حيوية من قواته المسلحة إذ تواصل أوكرانيا طلب الدبابات من مؤيديها في أوروبا والولايات المتحدة بينما تحاول روسيا تحديث مخزونها الهائل من الدبابات القديمة، وتطوير دباباتها القتالية الرئيسية من الجيل الرابع.

الدبابات المستقبلية من منظور خبراء عسكريين يمكن أن تستخدم طائرات مسيرة مرافقة لها لتوسيع قدراتها على الاستشعار؛ ما يسمح للمشغلين برؤية الزوايا أو العوائق التي من شأنها أن تشكل كمائن محتملة والتقليل من جعل ساحات المعارك مقبرة للدبابات.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا