الارشيف / عرب وعالم

خبراء: أوكرانيا تحولت إلى متسولة للسلاح

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 09:03 مساءً - أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، أن أوكرانيا وضعت خطة لهجوم مضاد جديد على روسيا، لكن تنفيذها سيتطلب أسلحة حديثة خاصة من الولايات المتحدة.

في المقابل قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن هجمات أوكرانيا على مصافي النفط الروسية قد تؤثر سلبًا على أسواق الطاقة العالمية؛ لذا يتعين على كييف اختيار أهداف أخرى. 

وحول الهجوم المضاد والدعوات الأمريكية للابتعاد عن قطاع النفط الروسي، رأى خبراء وباحثون حاورتهم "الخليج 365" أن "كييف تحولت من آمر للغرب في بداية الحرب، إلى متسول للسلاح في الوقت الراهن".

وعدّوا أن دعوة واشنطن لكييف باستثناء قطاع النفط الروسي من الضربات الأوكرانية، تأتي تخوفًا من تأثير الأمر على أسعار النفط العالمية، والتي ستؤثر بدورها على الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة".

هجوم مضاد جديد

ويرى الخبير في الشأن الأوكراني سيرغي ناركيزوف، في حديثه لـ"الخليج 365"، أن "هناك تخبطًا لدى كييف، فخلال المدة الأخيرة ظهر أكثر من تصريح متناقض حول الهجوم المضاد الجديد، ففي الوقت الذي تتحدث فيه القيادة العسكرية الأوكرانية عن التحول من حالة الهجوم إلى الدفاع، يخرج زيلينسكي ليقول: إن هناك خطة لهجوم مضاد جديد".

ويضيف: "هناك تحول كبير وواضح بطريقة تعامل الغرب مع كييف لقد تحولت السلطات الأوكرانية من موضع الآمر حول طريقة الدعم الغربي لها، إلى مرحلة المتسول الذي يذكر كل الحجج ويشجع الطرف الآخر على التبرع بالمال والسلاح، هذا دليل واضح على أن بداية النهاية للإدارة الأوكرانية قد بدأت، وذكر وجود خطة لهجوم مضاد هدفه الوحيد دفع الغرب لتقديم الدعم".

ويتابع: "أتوقع أن واشنطن ستبدأ بتزويد أوكرانيا بالسلاح قريبا لكن بالدين، وكذلك أوروبا ستتخذ هذه الخطوة قريبا، هل تعرفون ما يعني هذا؟ يعني إغراق كييف بالديون بمليارات الدولارات يعني حتى لو خرجت كييف سالمة من الحرب سيكون مستقبلها دولة فاشلة مثقلة بالديون".

وخلص ناركيزوف إلى القول: "حتى لو تم تزويد أوكرانيا بالسلاح النوعي الذي يطلبه زيلينسكي أعتقد أنه قد فات الأوان، فروسيا تتقدم يوميا، وهناك مباحثات سرية على ما يبدو بين الغرب أنفسهم حول إيجاد حل للصراع يتلخص بإعطاء روسيا دونباس وشبه جزيرة القرم باعتراف دولي مقابل جعل أوكرانيا عضوًا في الناتو".

الجبهة الأوكرانية رهينة للانتخابات الأمريكية 

وحول الوضع العسكري الأوكراني وشح السلاح والذخيرة، يشير الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية كيريل تشيستنيف، إلى أن "الوضع على الجبهة الأوكرانية مزرٍ، منذ أشهر تقريبا هناك أسلحة تحولت للعرض فقط، نتيجة انهيار مخزون الذخيرة، الأزمة ليست فقط بتهرب الغرب من الدعم بل خلو مخازن السلاح الغربية من الذخائر، لذلك كييف تعلم أن المنقذ الوحيد هي الولايات المتحدة التي تملك مخزونًا ضخمًا من الذخائر، لكن مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لن يتغير شيء ولن تفتح المخازن لكييف".

ويضيف تشيستنيف، لـ"الخليج 365" في هذا السياق: "إذا وصل ترامب إلى سدة الحكم، سيتغير مفهوم الدعم بشكل كلي، سياسة هذا الرجل واضحة لا سلاح مجانيا، حتى لو كنت تقاتل عدوي، لذلك يحاول زيلينسكي استجداء بايدن لتزويد أوكرانيا بالذخيرة والسلاح النوعي قبل وصول ترامب، لكن في المقابل الرئيس الأمريكي الحالي، لم ينجح بتطويع الساسة الأمريكان للقبول بتقديم الدعم المجاني، لذلك الأمر معقد".

ويتابع: "الوضع ببساطة يشبه المعضلة أو الأحجية التي لا حل لها، واعتماد كييف بشكل كلي على الطائرات بدون طيار عوضا عن الذخيرة لن يجدي نفعا أبدا، صحيح أنها تضرب في العمق الروسي، لكن ما مدى التأثير على الجبهة ..لا شيء هي مجرد إيذاء فقط لا أكثر".

قطاع النفط الروسي والتخوف الأمريكي

وفيما يخص تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الذي طلب من كييف عدم استهداف مصافي النفط الروسية، يشير الأكاديمي والباحث في الاقتصاد السياسي أرتيم دارموغراي، إلى أن الطلب بالتأكيد "ليس حبا بروسيا"، ويتابع: "وزير الدفاع الأمريكي كان واضحا في حديثه؛ واشنطن تخاف من تأثير هذه الضربات على سوق النفط العالمية".

ويضيف: "هذا العام هناك انتخابات في الولايات المتحدة، وإدارة بايدن تخشى أن تؤثر أسعار النفط على المزاج العام والتصويت، فالداخل الأمريكي بات ينظر لسياسة واشنطن اتجاه الصراع الروسي الأوكراني بطريقة مغايرة، فالأمريكيون يتساءلون لماذا ندفع الكثير ونعاني من أزمات اقتصادية وفي المقابل هناك فشل واضح على الأرض في الصراع مع روسيا؟ لذلك المرشح ترامب، سيلعب على هذه النقطة أعتقد التي تتلخص في أسعار نفط معتدلة؛ حل دائم وشامل للصراع مع روسيا".

وينوه دارموغراي، في السياق إلى أنه "لو نجح الغرب في الحرب مع روسيا، لكانت حظوظ بايدن بكسب الانتخابات عالية جدا، لكن الوضع مغاير الآن".

وفي العودة لاستهداف أوكرانيا لمصافي النفط يشير الباحث الروسي: "بالتأكيد هذه الضربات أثرت على القطاع، لكن التأثير محدود في وقت قصير، فالمصافي المستهدفة كانت تعود للعمل بعد أيام من استهدافها، لكن التأثير الأكبر على الأسعار؛ لأننا نتحدث عن روسيا التي تعتبر من أكبر المنتجين والمصدرين للذهب الأسود، وهي عضو في تحالف "أوبك بلس" أي أن استهداف إنتاج أي عضو سيؤثر بالتأكيد على الأسعار؛ لذلك تسعى واشنطن لثني كييف عن استهداف هذا القطاع الهام للعالم كله".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا