الارشيف / عرب وعالم

في ظل الحشد الروسي.. هل باتت معركة خاركيف وشيكة؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 4 أبريل 2024 03:06 مساءً - عاد اسم خاركيف ثاني أكبر مقاطعة في أوكرانيا من حيث المساحة وعدد السكان إلى الواجهة، بعد ظهور تقارير عسكرية متعددة تتحدث عن تجهيز روسي لاجتياح هذه المقاطعة الضخمة والأقرب إلى الحدود الروسية.

وتباينت آراء الخبراء الذين حاورتهم "الخليج 365" حول حدوث هذه المعركة، إذ يرى البعض أن الحرب في هذه المقاطعة قادمة لا محالة في القريب العاجل، فيما يرى آخرون أن معركة خاركيف ستأتي بعد أن يبسط الجيش الروسي سيطرته على كل مقاطعة دونيتسك وزاباروجيا، وهذا يحتاج لسنوات من الصراع، على حد قولهم.

الصيف سيشتعل في خاركيف

يرى الباحث في الشؤون العسكرية ديمتري شيستاكوف، أن المعطيات تفيد بأن الجيش الروسي بدأ فعلا بالتجهيز لمعركة خاركيف، ويشير في حديثه لـ"الخليج 365" بأن" الوقائع على الأرض والتقارير العسكرية القادمة من على الجبهة، تشي بأن الجيش الروسي بدأ يعد العدة لانطلاق معركة خاركيف، فعلى حدود المقاطعة تشتد هجمات الجيش الروسي وتحديدا على مدينة كوبيانسك التي تتبع للمقاطعة وتعتبر بوابتها الشرقية".

وأضاف "يعاني الجانب الأوكراني من خسائر فادحة في هذه المدينة، وفي النهاية ستتم السيطرة على كوبيانسك، أتوقع خلال شهر أو شهرين، وحينها سيشتعل الصيف هناك في هذه المقاطعة".

وتابع شيستاكوف "الجيش الأوكراني في حيرة من أمره، فهو أمام معضلة كبيرة، تتمثل أولا في ضرورة حماية خاركيف، وهذا يحتاج لمقاتلين أكثر، وسيجلبهم من الجبهات الأخرى، ما يعني إضعاف الجبهات الأخرى في دونيتسك وزاباروجيا، وهنا تصبح مهمة التمدد والسيطرة أكبر بالنسبة للقوات الروسية، وإذا لم يجلب العدد الكافي لحماية خاركيف، فسينتهي الأمر بسقوط المقاطعة بوقت أسرع".

وحول المدة المتوقعة للمعركة وأعداد القوات اللازمة لخوضها، يقول شيستاكوف "اتوقع أن المعركة ستبدأ بعد السيطرة على كوبيانسك مباشرة، وهذا أتوقع حدوثه قريبا، وبحسب التقدير العسكري تحتاج القوات الروسية لتوفر ما بين 80 إلى 100 ألف عسكري حتى تكون دفة المعركة مائلة للجانب الروسي".

آخر المعارك

ويستبعد الخبير في الشأن العسكري الروسي أليكسي ليبيديف، أن تكون معركة خاركيف قريبة، ويوضح في حديثه لـ"الخليج 365"، أنه "من المبكر الحديث عن معركة كبيرة وشاملة على مقاطعة خاركيف".

وعزا الخبير ذلك لعدة أسباب أولها التجهيز العسكري الضخم ونحن نتحدث عن أكثر من مئة ألف عسكري روسي، وحتى الآن لا توجد تقارير واضحة أن التحشيدات العسكرية بهذه الضخامة وعملية التحشيد وحدها تحتاج لوقت طويل فعملية نقل وتحشيد 100 ألف عسكري، تحتاج لخطوط دعم لوجستي، وإمدادات مستمرة وتأمين هذه الخطوط وإنشاء معسكرات مؤقتة، ونقل المعدات اللازمة هذا كله يحتاج لوقت".

 وتابع الخبير العسكري " السبب الثاني باعتقادي هو الأولويات، ومن متابعتي لمجريات العملية العسكرية الخاصة في دونباس، هناك أولوية للجيش الروسي تتمثل ببسط السيطرة على كل جغرافيا مقاطعة دونيتسك، ومن بعدها زاباروجيا وخيرسون، هذه الأولوية الآن والمعارك تتجه بهذا الاتجاه، وأتخيل أن معركة خاركيف، إذا سارت الأمور بإيجابية على الجبهات التي ذكرتها، ستبدأ مطلع عام 2026، فهي ستكون آخر المعارك بالعملية العسكرية".

وردا على التقارير التي تتحدث عن التحشيدات من الطرفين يشير ليبيديف"من وجهة نظري الجيش الروسي يتعامل الأن مع الجيش الأوكراني المنهك، وفق نظرية الجبهات الوهمية، يعني تحشيد عدد قليل من الجنود والمعدات بالقرب من جبهة معينة وفي هذه الحالة هي جبهة خاركيف، ما يجبر الجيش الأوكراني على استقدام تحشيدات هو الآخر، وإضعاف باقي الجبهات، وهذا ما سيجعل إتمام عملية السيطرة على باقي المقاطعات أمرا سهلا أمام الجيش الروسي".

حرب متعددة الجبهات

وفي سياق إمكانية اشتعال جبهة خاركيف من عدمه، يرى الضابط المتقاعد في الجيش الروسي أنطون خيجنياك، ردا على آراء الخبراء بالقول إن "الحرب الدائرة في أوكرانيا لا تعتمد على جبهة واحدة مقابل إنهاء جبهة أخرى".

 وأوضح في حديثه لـ"الخليج 365" أن "الحرب الحالية الدائرة في دونباس لها خاصيتها، ولكل جبهة معالم مختلفة، ومنذ اندلاع هذه الحرب اعتمد الجيش الروسي على حرب متعددة الجبهات ولم يقتصرها على جبهة واحدة، ففي العلوم العسكرية لا يجب إهمال أي جبهة على حساب جبهة أخرى، فربما أحيانا شدة المعارك تختلف بين جبهة وأخرى لكن التناوب بينها غير وارد أبدا".

وأضاف الضابط المتقاعد "لكن هناك تغيرات دائمة في هذا الصعيد، فمثلا الآن هناك هجمات مركزة على مقاطعة بيلغورود الروسية، والصواريخ والهجمات تأتي من خاركيف، والرئيس الروسي ألمح في خطاب النصر الشهر الماضي، عن ضرورة وجود منطقة عازلة حين تحدث عن الهجمات الأوكرانية المتواصلة على مقاطعة بيلغورود، هذه مهمة واضحة أعطيت للجيش الروسي من قبل القائد العام للقوات المسلحة، أي أنها مهمة إضافية، ولا تعني بالضرورة التخلص من المهام السابقة المعنية ببسط السيطرة على إقليم دونباس".

وخلص خيجنياك إلى القول" لذلك ستزيد الجبهات جبهة وجميعها سيبقى مشتعلا، والتحشيدات التي نراها بالقرب من خاركيف مهمتها إنشاء المنطقة العازلة التي ستكون في عمق خاركيف".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا