الارشيف / عرب وعالم

واشنطن بوست: سفن الحاويات العملاقة تحمل مخاطر متزايدة على العالم

محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 01:19 صباحاً - شهدت السنوات الأخيرة هيمنة سفن الحاويات الضخمة على صناعة الشحن العالمية؛ إذ يشكل حجمها الهائل مخاطر وتحديات كبيرة بالنسبة للعالم، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، فإن "مثال ذلك حادثة جنوح سفينة الحاويات (إيفرغيفن) في قناة السويس عام 2021، التي أدت إلى شل طرق التجارة الحيوية بين أوروبا وآسيا، والتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة تصل إلى 10 مليارات دولار يوميا".

وفي الآونة الأخيرة، اصطدمت سفينة الحاويات الضخمة "دالي" بعمود دعم لجسر "فرانسيس سكوت كي"، في بالتيمور الأمريكية؛ ما أدى إلى انهيار الجسر، وإغلاق ممرات الشحن، وتعطيل الأنشطة التجارية في ميناء بالتيمور، وهو أحد أكثر الموانئ ازدحاما على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

تفصل بين الحادثتين في قناة السويس وميناء بالتيمور ثلاث سنوات وآلاف الاميال، ومع ذلك تؤكد الحادثتان على المخاطر المنتشرة في كل مكان والمرتبطة بسفن الحاويات الضخمة التي باتت العمود الفقري للتجارة العالمية الحديثة.

وأشارت الصحيفة إلى "ازدياد حجم هذه السفن بشكل كبير في العقدين الماضيين، ما استلزم إجراء تعديلات في الموانئ والقنوات بتكلفة تصل مليارات الدولارات، للسماح للسفن العملاقة بالمرور، لا سيما وأن تكنولوجيا الشحن الجديدة، ومنطق اقتصاديات الحجم، يفرضان أن تصبح السفن أكبر وأكبر".

ومع ذلك، فإن المخاطر التي تشكلها سفن الحاويات الضخمة تمتد إلى ما هو أبعد من الحوادث المادية؛ إذ إن الاعتماد على الشحن البحري في حوالي 90% من حجم التجارة الدولية، يعرضها لمخاطر واضطرابات متعمدة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية.

وبدأت هذه التوترات تشتد حول طرق الشحن الاستراتيجية، وآخرها استهداف ميليشيا الحوثي في اليمن لسفن الحاويات في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب؛ ما تسبب بإعادة توجيه السفن حول أفريقيا، وبالتالي زيادة تكاليف الشحن وارتفاع محتمل في أسعار المستهلك.

علاوة على ذلك، فإن الحجم المتزايد للسفن الحديثة يجعل التأثير المحتمل للصراعات أو الهجمات أضخم بكثير، فضربة واحدة ناجحة لسفينة عملاقة تحمل كمية هائلة من البضائع يمكنها عرقلة التجارة العالمية بشدة، وفقا للصحيفة.

كما أبرزت الصحيفة الآثار السلبية للعولمة غير الخاضعة للرقابة على صناعة الشحن، سواء من حيث المنافسة أو ممارسات العمل، أو الانخراط في ممارسات تجارية مشكوك فيها.

وبينما تعمل سفن الحاويات الضخمة كرمز للعولمة والازدهار الاقتصادي، فإنها تجسد أيضا المخاطر ونقاط الضعف الكامنة في عالم شديد الترابط.

وتتطلب معالجة هذه التحديات عملاً موحدًا من أصحاب المصلحة في قطاع الشحن لحماية سلامة شبكات التجارة العالمية واستدامتها ومرونتها، على حد قول الصحيفة.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا