أقتصاد

مرارة ارتفاع أسعار «الكاكاو» تُفسد حلاوة الشوكولاتة.. فهل من بديل؟

شكرا لقرائتكم خبر عن مرارة ارتفاع أسعار «الكاكاو» تُفسد حلاوة الشوكولاتة.. فهل من بديل؟ والان نبدء باهم واخر التفاصيل

  • متابعة الخليج الان - ابوظبي - عقود التحوط حماية مؤقتة من شبح الأسعار
  • الابتكار والبدائل وسيلة المنتجين الحالية
  • محصول الكاكاو عرضة لأكبر عجز له في ستة عقود

إعداد: هشام مدخنة

تضاعفت أسعار الكاكاو أكثر من ثلاث مرات العام الماضي، وصولاً إلى مستويات قياسية، الأمر الذي خلق واقعاً مريراً أفسد حلاوة منتجات شركات الأغذية التي تستخدم المادة بوصفها ركيزة أساسية لصنع الشوكولاتة.

وفي السنوات الأخيرة، تراوح سعر الطن المتري من الكاكاو حول متوسط 2500 دولار. لكن التقارير التي تحدثت عن محصول أضعف من المتوقع أثارت مخاوف بشأن العرض، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلعة بشكل جنوني أخيراً، لتتجاوز عتبة ال 11000 دولار للطن المتري في إبريل/ نيسان الماضي، قبل أن تهدأ قليلاً. إلا أن المحصول لا يزال يكلف أكثر بكثير مما اعتادت شركات الأغذية العالمية دفعَه.

في الوقت الحالي، من المرجح أن تكون مجموعة من كبريات شركات الحلوى، أمثال «هيرشي»، و«مارس»، و«فيريرو»، و«مونديليز»، وغيرها، محمية من تكاليف الكاكاو المرتفعة، بفضل العقود الآجلة التي تُثبّت الأسعار المدفوعة لفترة متفق عليها تجنباً للتأثيرات التضخمية المصاحبة لأحداث كهذه. ولكن، بحلول عام 2025، من المرجح أن ينتهي الأمر بهؤلاء إلى دفع المزيد مقابل حصولهم على الكاكاو.

  • عجز المحاصيل

هذا العام، تضررت منطقة غرب إفريقيا، المزود الرئيس للكاكاو في العالم، من أمراض المحاصيل وانخفاض الأسعار المدفوعة للمزارعين عند نقطة البيع، والمسماة تسعير بوابة المزرعة، الأمر الذي دفعهم إلى زراعة محاصيل أكثر ربحية مثل المطاط. ونتيجة لذلك، من المتوقع أيضاً أن يشهد محصول الكاكاو هذا الموسم أكبر عجز له منذ ستة عقود على الأقل، وفقاً لتقرير «رابوبنك» الصادر في مايو/ أيار.

وأفادت «رويترز» مؤخراً، أن غانا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، تنوي تأخير تسليم نحو 350 ألف طن من الحبوب إلى الموسم المقبل، بالتالي قد نكون أمام ارتفاع جديد للأسعار فوق مستوياته القياسية الحالية.

وفي نتائج أعمالهم الأخيرة، توقع المسؤولون التنفيذيون في «مونديليز» و«هيرشي»، أن تعزز المضاربة في السوق بعض الارتفاع في الكاكاو. مشيرين في الوقت ذاته إلى إمكانية انخفاض الأسعار في سبتمبر/ أيلول المقبل، بمجرد توفر المزيد من المعلومات حول المحصول الجديد، لكن هذا لا يعني أنها ستعود إلى وضعها الطبيعي.

  • انكماش الشوكولاتة

تأتي الكلفة المتصاعدة للكاكاو في وقت عصيب بالنسبة إلى كثير من شركات الأغذية، التي رفعت على مدى العامين الماضيين أسعار منتجاتها للتعامل مع الواقع الجديد، ما اضطر مجموعة أوسع من المتسوقين ليكونوا أكثر انتقائية في ما يتعلق بمشترياتهم، وأكثر استياء من الأسعار غير الطبيعية بالنسبة إليهم قياساً إلى سنوات خلت.

ثم يأتيك ما يسمى ب «التضخم الانكماشي»، وهو مصطلح رائج انسل داخل قاموس المستهلك العادي على مدى العامين الماضيين. ويعني أن تخفض الشركات كمية المنتج، أو وزنه مع الحفاظ على السعر. ومع ذلك، بات المستهلكون أكثر حكمة في التعاطي مع هذه الحيلة. فقد وجد استطلاع أجرته «يوغوف» في أكتوبر/ تشرين الأول، أن 72% من المستجيبين في الولايات المتحدة اكتشفوا «التضخم الانكماشي» في عناصر غذائية معينة. لذا، سيتعين على الشركات أن تصبح أكثر إبداعاً في طرح منتجاتها، والبحث عن أي بدائل ممكنة لبعض وصفاتها.

  • بدائل ممكنة؟

ورغم ارتفاع أسعار الكاكاو التاريخي هذا العام، والذي قبله، من المستبعد أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تجد فيها شركات الأغذية نفسها تدفع أكثر. ويتوقع محللون بالفعل نقصاً آخر في السلعة العام المقبل، قد يكون أقل حدة من هذا الموسم.

لكن المسببات الأساسية للأزمة، كتسعير المزارع، وتغير المناخ، من المرجح أن تستمر في الإضرار بمحصول الكاكاو. عدا عن الدعاوى القضائية المرتبطة باستخدام عمالة الأطفال والعبودية في بعض مزارع غرب إفريقيا، والتي جلبت معها فضائح لشركات الحلوى. وهذا يعني، أنه على المدى الطويل، ستضطر الشركات ذات الصلة إلى البحث عن حلول أكثر استدامة. وفي بعض الحالات، قد يعني هذا بدائل للكاكاو.

وبخصوص ذلك، قال ستيف روزنستوك، رئيس المنتجات الاستهلاكية في شركة «كلاركستون» الاستشارية: «هناك بعض الأمثلة لشركات أصبحت تضيف كميات أكبر من مواد أرخص غير الكاكاو لمنتجاتها، كالسكر، ومكافآت زبدة الكاكاو، وزبدة الشيا، وزيت النخيل، وزيت جوز الهند، وغيرها. والبعض الآخر اعتمد بعض الأصناف الجديدة غير الشوكولاتة، سواء كانت وجبات خفيفة مملّحة، أو حلوى جيلي، أو منتجات صمغية، لمكافحة أزمة الكاكاو، والتعاطي مع تقلبات اتجاهات المستهلكين».

بدوره، أشار لوكا زاراميلا، المدير المالي في «مونديليز»، إلى أن «الشركة ستجري خفضاً للتكاليف، لكنها لن تغير الوصفات، أو تفعل أشياء تضر بسمعة الشركة ومنتجاتها على المدى البعيد».

في الآونة الأخيرة، أنتجت شركات ناشئة مثل فوياج فودز، ووين وين شوكولاتة خالية من الكاكاو باستخدام بدائل، مثل بذور العنب والبقوليات. وهناك أسماء أخرى حرصت على تنويع أصنافها من الوجبات الخفيفة بعيداً عن الكاكاو. ومنها شركة كرافت، التي تصنع بالفعل وجبات خفيفة من الحلوى، مثل تريسكويت، وساور باتش كيدز، وويت ثين، إضافة إلى منتجات الشوكولاتة ميلكا، وأوريو، وتوبليرون وغيرها.

وحذت شركات الحلوى الأخرى حذو كرافت، وأضافت المزيد من الوجبات الخفيفة المالحة إلى مجموعاتها لدفع المزيد من النمو. فعلى سبيل المثال، اشترت هيرشي الأمريكية شركة أمبليفاي سناك براندز عام 2017، وأضافت فوشارسكيني بوب، ولفائف «بريتزل» المتبّلة بالسكر، والقرفة إلى محفظتها.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا