الارشيف / عرب وعالم

تحالف الساحل الثلاثي.. تشاد على أعتاب الانضمام بدعم روسي ونيجري

محمد الرخا - دبي - السبت 29 يونيو 2024 11:09 مساءً - يسعى تحالف دول الساحل الثلاثي إلى استدراج تشاد برئاسة رئيسها المنتخب محمد إدريس ديبي للانضمام إلى التكتل، مدعومًا بدعم روسي.

وشجعت النيجر، بعد عدة اجتماعات في نيامي ونجامينا، تشاد على اتخاذ هذه الخطوة، مع تعزيز العلاقات بقرار تحويل مشاريع طاقوية مهمة من بنين نحو جارتها تشاد.

وأرسل الرئيس التشادي وفدًا رفيع المستوى برئاسة محمد أحمد الحبو، وزير الدولة والأمين العام للرئاسة، إلى النيجر، حيث قوبل بترحيب حار من قبل رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن الجنرال عبد الرحمن تياني.

ونقل الوزير التشادي رسالة من إدريس ديبي إلى الرئيس الانتقالي النيجري، أشار فيها إلى أن "تشاد والنيجر دولتان متكاملتان للغاية جغرافياً وتاريخياً وثقافياً"، مضيفاً أن هذا التشابه ينعكس في التعاون بين البلدين.

وفي ظل الرسالة الرئاسية التي لم تُفصح تفاصيلها، يبدو أن الهدف هو تعزيز التعاون مع حكومة نيامي والاستفادة من تجربتها في مقاومة التبعية الفرنسية والأمريكية التي تعيق التطور.

وأكد المبعوث الخاص للرئيس التشادي خلال لقائه، أنه يتعين على حكومتي البلدين تعزيز وتكثيف التعاون العسكري لمواجهة التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والجماعات المتمردة.

وأوضح الباحث السياسي النيجري سنغاري مولودو أستاذ جامعة باريس، أن النيجر تعتبر من الدول التي تمكنت من الحد من الاستغلال الفرنسي والأمريكي لثرواتها وطرد وجودهما من البلاد. كما أن النيجر عضو في تحالف دول الساحل الذي تم إنشاؤه في سبتمبر 2023 ويضم مالي وبوركينا فاسو.

التحرر من الوجود الغربي في تشاد

ويتقاطع هذا التوجه مع رغبة السلطات التشادية التي طلبت من الولايات المتحدة سحب جزء كبير من قواتها المتمركزة في قاعدة فرنسية في نجامينا، كما تشهد النيجر حالياً المراحل النهائية لتحريرها من الوجود الغربي، حيث غادرت أول طائرة تحمل معدات وأفراداً أمريكيين من القاعدة الجوية في نيامي في يونيو الماضي، وكذلك أكثر من 269 جندياً.

وفي 23 أيار/ مايو، حضر رئيس وزراء النيجر، علي مهماني لامين زين، حفل تنصيب الرئيس ديبي، مؤكدا رغبة النيجر وأعضاء التحالف الآخرين في رؤية تشاد جزءاً من الاتحاد الثلاثي.

وأشار مراقبون إلى أن الرئيس محمد ديبي يسعى لتبني نفس المسار الذي اتبعته دول تحالف الساحل في مقاومة ما يسمى بـ"الاستعمار الحديث" بقيادة باريس وواشنطن، حيث برزت في الآونة الأخيرة أنشطة مكثفة بين تشاد ودول الساحل الثلاث، بما في ذلك المناورات العسكرية المشتركة.

ووفقاً لسنغاري، فإن موسكو تعد من القوى الداعمة الرئيسة لضم نجامينا، حيث بدأت العلاقات بين تشاد وروسيا تتطور بسرعة، مما أثار قلق فرنسا، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

يهدف التحالف إلى إنشاء قوة عسكرية بين الدول الأعضاء لمواجهة الجماعات الإرهابية والمتمردة، التي يشتبه في تلقيها تمويلاً من فرنسا والولايات المتحدة، فضلاً عن محاولة التخلص من الفرنك الأفريقي وخلق عملة موحدة، فضلاً عن تشكيل نظام كونفدرالي بين دول الحلف.

وانتقلت العلاقات إلى المجال الاقتصادي، حيث أعلنت حكومة النيجر مؤخراً عزمها استخدام خط الأنابيب التشادي لتصدير نفطها الخام إلى السوق الدولية، بعد عدة اجتماعات، منها زيارة وزير الطاقة التشادي ندولينودجي أليكس نايمباي إلى نيامي، حيث توقفت النيجر عن تصدير نفطها إلى بنين بسبب توترات واتهامات متبادلة.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا