الارشيف / عرب وعالم

"خط دفاع البلطيق" ضد روسيا يعود مجددا.. ما فرص نجاحه؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 06:03 مساءً - مع مطلع العام الجاري ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية خرجت دول البلطيق الثلاث"إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا" باتفاق دفاعي لحماية الحدود مع روسيا وبيلاروسيا على ضوء ما وصفوه بتهديدات من "حرب روسية محتملة"، مطلقين على المشروع "خط دفاع البلطيق".

واقترحت الدول الثلاث ومعها بولندا هذه المرة على الاتحاد الأوروبي بناء خط دفاعي على طول الحدود مع روسيا وبيلاروسيا لحماية الدول الأوروبية من التهديد العسكري وغيره مما أسموه "الأعمال الضارة" لموسكو، بدعم من الاتحاد الاوروبي والناتو.

 ووفقا للتقارير فإن بناء خط دفاعي على طول الحدود التي يبلغ طولها 700 كيلومتر سيتطلب 2.5 مليار يورو، وسيتم مناقشة الاقتراح المقدم من بولندا ودول البلطيق في قمة الاتحاد في بروكسل، التي بدأت أعمالها اليوم الخميس.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف لا يعارض تمويل الاتحاد الأوروبي لخط الدفاع على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا.

وفي المقابل، اعتبر نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي"مجلس الشيوخ"، فلاديمير دزاباروف، رغبة دول البلطيق في بناء خط دفاع بالقرب من الحدود مع روسيا "أمرًا غبيًّا"، على حد قوله.

ممّ يتكون الخط الدفاعي؟

يقول الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية رومان جورشكوف، في حديثه لـ"الخليج الان"، إن " الخط الدفاعي الجديد يأتي استكمالا لما عرف بخط دفاع البلطيق، والذي كان عبارة عن تحصينات وخنادق ومنشآت عسكرية على طول الحدود".

وأضاف: "حينها تم تخصيص مئة ألف دولار تقريبا لكل نقطة عسكرية سيتم نشرها، وكان الحديث عن 120 نقطة يعني المجموع كان وقتها 120 مليون يورو، لكن اكتشفوا لاحقا أن هذه الميزانية وهمية والأمر مكلف أكثر".

أخبار ذات صلة

روسيا تحمّل دول البلطيق مسؤولية قطع العلاقات

ويتابع الخبير: "لإتمام هذا المشروع بكفاءة يحتاج الأمر لأكثر من ملياري يورو؛ لذلك تم طرح المشروع على الاتحاد الأوروبي للتمويل وعلى الناتو للتنسيق، والحلف أيّد المقترح بسرعة وتبقّى الاتحاد الأوروبي".

ويشير الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية أنه" إذا تمت الموافقة على التمويل من الاتحاد الأوروبي فسيكون خط الدفاع مكون من عدة مقاطع منها جدران عازلة في بعض المناطق، خاصة تلك المناطق التي تعتبر سهولًا مفتوحة على الحدود ويسهل على الدبابات والجنود عبورها".

 كذلك سيشمل، وفقًا للخبير، دفاعات جوية ورادارات وأجهزة تشويش على المسيرات ومخابئ محصنة، وكل هذا سيكون مرتبطا ببعضه البعض ضمن قاعدة دفاعية واحدة.

وحول المدة التي يحتاجها المشروع يعتقد جورشكوف، أنه" بحاجة لسنوات لإتمامه بشكل كامل فنحن نتحدث عن 700 كيلو متر بحاجة لتغطية لوجستية دائمة، ومعدات إنشاء، وخطوط طاقة، والكثير من المعدات، وأيدٍ عاملة".

وفيما يخص إمكانياته الدفاعية في وجه روسيا يوضح جورشكوف، بالقول: "بالتأكيد عسكريًّا وإذا تم تزويد هذا الخط بالمعدات الحديثة سيكون خط دفاعي جيد حقيقة، لكن هل سيتم استخدامه أم لا؟".

روسيا وجدران العزل

وفي السؤال عن تأثير وجود هكذا خط دفاعي بالقرب من روسيا، يشير الباحث في الشؤون الدولية، أليكسي بورودايفسك، في حديثه لـ"الخليج الان"، أن "رد فعل روسيا مرتبط بطبيعة هذا الخط إذا كان هناك أجهزة تجسس ترصد الحدود مثلا، أو أنه يشكل خطرا مباشرا ضد روسيا مثلا، أو نشر لقوات أكثر من حلف الناتو على الحدود، وهنا سيكون للرد الروسي مكان".

ويتابع: "لا نوايا للحرب، فهذه الدول أيام الاتحاد السوفيتي كانت تحت سلطة موسكو وانسحب الروس منها طواعية بعد انهيار الاتحاد، وتم إعطاؤهم استقلالهم ومعاملتهم كدول جارة لكن هم من هرولوا باتجاه الناتو".

وأضاف: "حتى اليوم روسيا غير معنية بما يجري بهذه الدول لكن المهم أن لا يشكل أحد خطرا مباشرا على روسيا، غير ذلك هي دول مستقلة ولديهم الحق بفعل أي شيء يرونه مناسبا لحماية أنفسهم سواء كان هذا العدو وهميّا أو حقيقيّا".

أخبار ذات صلة

الأول منذ عامين.. لقاء مباشر بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا

وحول نجاح هذا المشروع يستبعد بورودايفسك، أن "يتم إنشاؤه من الأساس؛ فهناك تجربة مشابهة مع أوكرانيا فبعد أن تم تخصيص الأموال من مليارات الدولارات لبناء تحصينات وخطوط دفاع، تم بعدها سرقتها واستغلالها من قبل الشركات التي كانت تتولى عملية البناء".

ويضيف: "إذا كان لديهم إرادة بإعادة التجربة، لم لا؟ فهذه أموالهم ولهم حرية التصرف بها، لكن باعتقادي أن الاتحاد الاوروبي ربما سيكون لديه بعض التحفظات على هذا المشروع، خاصة وأن الدول الغنية فيه هي من ستدفع هذه المليارات، والوضع السياسي نتيجة الانتخابات في بعض هذه الدول قد يؤثر على قراراهم".

وخلص إلى القول: "روسيا ستعتبر هذا الخط الدفاعي هو خط هجومي في حال كان يشكل حتى لو 1% منه خطرًا على الأمن القومي الروسي سواء بنشر أجهزة تجسس أو بطاريات صواريخ هجومية، في هذه الحالة سيتم نسف هذا الخط وغير ذلك ليبنوا مجموعة من الخطوط وليصرفوا أموال ضرائب المواطنين على الوهم".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا