الارشيف / عرب وعالم

"موسكو ما زالت هنا".. رسالة بوتين من جولته بكوريا الشمالية وفيتنام

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يونيو 2024 10:10 مساءً - انتهت جولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآسيوية التي قادته إلى كوريا الشمالية وفيتنام، وفي حين أثارت الأولى كثيرًا من الجدل، اتسمت الثانية بتأكيد المواقف، ليرسل من خلالهما رسالة مفادها أن "موسكو ما زالت هنا".

فبعد أن انتهت زيارته إلى كوريا الشمالية والخروج باتفاقية تعاون دفاعي أطلق عليها البعض "معاهدة دفاع مشترك"، حط بوتين في فيتنام التي وقّع خلالها عددا من اتفاقيات التعاون بين موسكو وهانوي، أبرزها التعاون في الملف النووي، لتدخل زيارته إلى فيتنام ضمن سياق إرسال الرسائل إلى الغرب كما جرى في كوريا الشمالية.

ويقول خبراء حاورتهم "الخليج الان" إن زيارة بوتين إلى فيتنام لا تقل أهمية عن كوريا الشمالية، بل قد تكون أهميتها أبرز على صعيد تمتين العلاقة مع حليف يحاول الغرب منذ أشهر تغيير معالم الروابط التي تجمع هانوي بموسكو تاريخيا".

ويرى آخرون أن" الحديث من هانوي عن تزويد كوريا الشمالية بالصواريخ الروسية له دلالة على أن المنبر الذي يتحدث منه بوتين منبر صديق وحليف استراتيجي".

أخبار ذات صلة

بين بوتين وكيم.. شراكة استراتيجية "غامضة" تؤرق الغرب

اتفاقيات تمتين

يقول الباحث في الشؤون الدولية إيغور يازيكوف، في حديثه لـ"الخليج الان"، إن "مجموع الاتفاقيات التي وُقّعت بين البلدين تدور حول محور تمتين العلاقات وتأكيد ثباتها".

ويلفت: "أمن المنطقة هناك في آسيا، والتأكيد عليه، له رسالة موجهة إلى واشنطن تحديدا، أن لعبة تغيير خارطة الحلفاء غير ممكنة في تلك المنطقة التي يزداد التوتر فيها يوما بعد يوم، مع وجود مخطط أمريكي واضح لعسكرة المنطقة ضد روسيا والصين".

ويتابع يازيكوف بالقول إن "المشاريع النووية هي الأخرى أخذت نصيبًا كبيرًا من الاهتمام المشترك خلال الزيارة، وحملت رسائل تأكيد على أن هانوي محسوبة على الحلف الروسي، وكل محاولات الغرب خلال الأشهر الأخيرة بمغازلة فيتنام فشلت تماما".

وخلص الباحث في الشؤون الدولية إلى القول: "الجولة في آسيا حققت أهدافها، والدليل انزعاج الغرب منها، وما بعد زيارة بوتين لن يكون كما قبلها، سواء على صعيد فيتنام أو كوريا الشمالية".

أخبار ذات صلة

بوتين يدرس تعديل العقيدة النووية ويحذر سيول من "الخطأ الفادح"

رسائل صاروخية

يقول الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ياروسلاف مايوروف، في حديثه لـ"الخليج الان"، إن "أبعاد الزيارة واضحة، وهي التأكيد على ثبات التحالف الذي عملت عليه روسيا لعقود مع بعض الدول في جنوب شرقي آسيا، والشق العسكري والأمني كان حاضرا بقوة خلال هذه الزيارة".

وشدد مايوروف على أن "حديث بوتين من هانوي حول إمكانية إرسال صواريخ إلى كوريا الشمالية كان بمثابة رسالة بأن هانوي هي منبر حليف في المقام الأول، والرسالة الثانية أن اتفاقية التعاون الدفاعي التي وُقّعت مع كوريا الشمالية ليست شكلية، بل ستفتح المجال لإرسال صواريخ إلى هناك وبشكل علني وواضح، ضمن قاعدة صاروخ لأوكرانيا يقابله صاروخ لكوريا الشمالية".

وينبه الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إلى أن "زيارة كوريا الشمالية من ناحية الأهداف مختلفة؛ لأنها تعتبر فتح صفحة جديدة من العلاقات تأخذ طابع تغيير في السياسة الخارجية الروسية تجاه كوريا الشمالية، خاصة في المجال العسكري، لكن الزيارة إلى فيتنام جاءت تأكيدية للعلاقات المستمرة منذ 30 عاما، وفق اتفاقية علاقات استراتيجية وُقّعت بين البلدين".

وخلص مايوروف إلى القول إن "الهدف المشترك في النهاية هو التأكيد على أن روسيا ما زالت تحافظ على نفوذها هناك، وأنها أوضحت تفاصيل جهوزيتها أمام المشروع الأمريكي في منطقة جنوب شرقي آسيا؛ أي أن موسكو تقول لواشنطن: أنا ما زلت هنا".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا