الارشيف / عرب وعالم

روسيا وفرنسا.. احتدام المنافسة من أوكرانيا إلى أفريقيا حتى القوقاز

محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 10:10 صباحاً - يتفق الغرب ضمناً على أن روسيا تشكل تهديداً بحسب تصريحات مسؤوليه، إلا أن الخلاف الفرنسي مع روسيا ياخذ طابعاً مختلفاً يصفه البعض بأنه "الأكثر تشددًا".

وتتعدد حلبات المنافسة بين الدولتين من أوكرانيا إلى أفريقيا حتى القوقاز، إذ أثار إعلان وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو عن توقيع أرمينيا على عقد مع فرنسا لشراء أنظمة مدفعية ذاتية الحركة "سيزار"، حفيظة موسكو.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن فرنسا تثير "جولة جديدة من المواجهات المسلحة في منطقة القوقاز، سعيا وراء تحقيق أهدافها السياسية الخاصة".

ولا تميل باريس في الوقت ذاته، إلا إلى التشدد في المواقف إزاء موسكو في الصراع مع أوكرانيا فهي أولى المبادرين والمتحدثين عن إمكانية إرسال مدربين عسكريين وقوات نظامية للوقوف مع أوكرانيا في وجه روسيا.

أخبار ذات صلة

روسيا تحذر فرنسا من "اشتباك نووي" حال إرسال قوات إلى أوكرانيا

ويرى خبراء روس حاورهم موقع "الخليج الان"، أن "باريس تثأر من موسكو التي أجبرتها على الخروج من القارة الأفريقية تلك البقعة الجغرافية التي استوطنت فيها لعقود دون أي منافس".

فيما يرى آخرون "أن فرنسا لا تفوت أي فرصة لإزعاج روسيا وتحاول أن تكون رأس الحربة في أي خلاف معها بل تحول الأمر للعب مع حلفاء روسيا التاريخيين لتأليبهم على موسكو".

ويقول الباحث في الشؤون الدولية والأستاذ في تاريخ القارة الأفريقية مكسيم كوزين، في حديث لـ"الخليج الان"، إن "باريس تسعى للثأر لهزيمتها في أفريقيا أمام موسكو، لم تطلق روسيا الرصاص هناك وخرجت الجيوش الفرنسية مهزومة هذا الأمر تقريبا سيسبب الجنون لباريس؛ فالأمر لا يعني الهزيمة في معركة وحسب بل أكثر من ذلك بكثير".

ويتابع: "أفريقيا كانت ملكية خاصة بالنسبة لهم الكثير من المعادن والثروات كانت تصل لفرنسا على طبق من ذهب، كانت اللغة الفرنسية لغة رسمية للكثير من الدول هناك هي كانت فعليا تملك قارة حرفيا، هذه كارثة لفرنسا وتسجل بتاريخها الحديث".

ويضيف: "لذلك كما ذكرت فإن حجم الكارثة كبير جدا وردة فعل فرنسا متوقعة، خاصة أنها تحمل روسيا المسؤولية وليست سياستها الفاشلة في تلك القارة".

أخبار ذات صلة

خبراء: روسيا تسحب بساط الساحل الأفريقي من فرنسا

فيما يرى الخبير في الشؤون السياسية فلاديمر تشوروشكين، أن "فرنسا تتصدر أي عداء مع روسيا؛ ففي أوكرانيا تحاول التميز عن الولايات المتحدة وعن ألمانيا بالدعم لتثبت لروسيا أنها قادرة على إزعاجها، وأنها ترد صفعة أفريقيا لها، وفي القوفاز استغلت باريس التوتر الحاصل بين أرمينيا وروسيا وذهبت إلى هناك وتحاول مستميتة دعم أرمينيا وإبعادها عن الفضاء الروسي".

ويتابع في حديثه لـ"الخليج الان" أن فرنسا "لم تكتف بأن تكون عرابة المشاريع المناهضة لروسيا في فضائها بل تحاول بكل قوة إفشال أي خطوة نحو إبرام اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا، إذ عملت المخابرات الفرنسية على إفشال أي فرصة للتفاهم خلال محادثات إسطنبول التي جاءت بعد انطلاق الحرب وهي الوحيدة الآن التي تملك فيلقا للمرتزقة الفرنسيين في أوكرانيا".

وخلص إلى القول" يمكن اختصار العداء الفرنسي بأنه مبني على قاعدة التنافس مع روسيا والمنطلق كان أفريقيا وانعكس على باقي مناطق الصراع من أوكرانيا إلى القوقاز وحتى في الشرق الأوسط، إذ تشعر باريس أنه تم إخراجها من خريطة العالم السياسية كقوة فاعلة على يد موسكو".

أخبار ذات صلة

ميدفيدف: "لا خطوط حمراء" لدى روسيا تجاه فرنسا

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا