الارشيف / عرب وعالم

خبراء روس: اتفاقية بوتين وكيم تعيد رسم خارطة التحالفات العسكرية

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 08:28 مساءً - في زيارة غير عادية وباتفاقية أخذت الصفة نفسها، وقعت روسيا وكوريا الشمالية التي يزورها الرئيس فلاديمير بوتين على اتفاقية استراتيجية للتعاون بينهما، وأعلن بوتين أنّ "معاهدة الشراكة الشاملة الموقعة تنص، من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حالة العدوان على أحد أطراف هذه المعاهدة".

واعتبر خبراء ومراقبون روس حاورتهم "الخليج الان" أن الاتفاقية الموقعة ترتقي إلى معاهدة دفاع مشترك بين الدولتين، وهو أمر لم تقدم عليه روسيا بشكل فردي في تاريخها الحديث مع أي دولة"، في حين رأى آخرون "أن الاتفاق يعني أن التعاون العلني بين الدولتين في المجال العسكري قد يصل إلى تصدير أسلحة كورية إلى روسيا"، مستبعدين في الوقت ذاته "دخول كوريا الشمالية بشكل مباشر في الصراع على الأراضي الأوكرانية في الوقت الراهن".

تغير خارطة القوى

يقول الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ميخائيل أريستوف، لـ"الخليج الان"، إن "المعاهدة الموقعة يمكنها تهيئة الظروف لحل تحالف عسكري قوي بين روسيا وكوريا الشمالية، وهذا التحالف ليس سهلاً، وله قوته ووجوده العسكري في العالم، وكذلك يرقى لأن يكون معاهدة دفاع مشترك بين الدولتين؛ بمعنى أن أي اعتداء على أي دولة هو اعتداء على الدولة الأخرى ويمكنها التحرك بموجبها، وهذا أمر يعيد رسم خارطة التحالفات العسكرية في المنطقة، وسيكون مادة دسمة لمراكز الدراسات العسكرية والاستراتيجية".

أخبار ذات صلة

اتفاق بين بوتين وكيم على التعاون "في حالة العدوان"

ويضيف أن "روسيا الحديثة اعتمدت على منظمة معاهدة الأمن الجماعي باعتبارها تحالفاً عسكرياً حكومياً دولياً في أوراسيا يضم دول الاتحاد السوفيتي السابق، وهذه المرة الأولى التي تخرج من هذا الإطار ضمن التحالفات العسكرية التي تجمعها مع دول العالم، وهو ما يُعد تطوراً كبيراً في السياسة العسكرية الروسية ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي".

وبشأن ما ستقدمه تلك المعاهدة للطرفين، يقول أريستوف: "بالتأكيد هي تمهد لتدخل كوري شمالي في حال تم أي نزاع بين روسيا والناتو، وهذا أمر لا شك فيه، وهو في الوقت نفسه يبرر للطرفين التعاون العسكري وتصدير الأسلحة والتقنيات العسكرية من باب التعاون وردع العدوان، خاصة أن نص المعاهدة ككل يأخذ الطابع الدفاعي وليس الهجومي".

ويشير الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إلى أن" العديد من الدول الآن، وتحديداً في الغرب، ستعيد دراسة معادلات توازن القوى في جنوب شرق آسيا، خاصة الولايات المتحدة التي باتت تملك قواعد عسكرية هناك، ولم تعد تواجه بعض الدول بشكل منفرد؛ فهناك اتفاقية دفاع بين كوريا الشمالية وروسيا، ومستقبلاً قد تنضم دول أخرى.. وأعتقد أن الغرب لن يسكت عن هذا وسيكون هناك تحرك أمريكي ما".

هل تشارك كوريا في الحرب الأوكرانية؟

ينوه الخبير في الشؤون الروسية نيكولاي كوشيرنكو، وردا على سؤال لـ"الخليج الان" بشأن إمكانية مشاركة بيونغ يانغ وفق المعاهدة الجديدة في الحرب مع أوكرانيا، إلى أن "أمر المشاركة من عدمه لم يأت بوضوح ضمن المعاهدة الموقعة، لكن هناك سؤال يتم طرحه حول الاستهدافات التي تشنها أوكرانيا على الأراضي الروسية، إذ إنها تُعد عدواناً، وهذا يتطلب حسب الاتفاقية تدخلاً من كوريا أو تعاوناً، لكن هذا الأمر بالتأكيد لا يتم إلا بالتنسيق مع روسيا".

ويضيف أنه "من المستبعد المشاركة المباشرة للجيش الكوري الشمالي في الحرب الأوكرانية. على الأقل في هذه الفترة الراهنة، لكن سيكون هناك تعاون عسكري بين الدولتين فيما يخص الحرب الحالية".

أخبار ذات صلة

هذا ما ستجنيه روسيا وكوريا الشمالية من زيارة بوتين التاريخية

ويتابع كوشيرنكو: "وإذا بحثنا عن جواب لسؤال متى تتدخل كوريا الشمالية؟ يمكن القول إنه عندما يتدخل الناتو على الأرض، أو عندما تنقلب كفة التقدم الحالي، ففي هذه الحالة يتم تفعيل المعاهدة كونها تنص على وجود عدوان، وفي حال تدخل الناتو فهذا عدوان، وفي حال مالت الكفة لصالح كييف فنتائج هذا التغيير هو عدوان أيضا".

وخلص الخبير في الشؤون الروسية إلى القول: "في النهاية ما تم الاتفاق عليه في بيونغ يانغ سيمّهد الطريق لتعاون عسكري أكبر بين الدولتين، ولا أستبعد أن يتم تزويد كوريا الشمالية بتقنيات عسكرية حديثة قد يجبر الغرب على إعادة التفكير بالوضع في منطقة جنوب شرق آسيا".

تصدير الصواريخ إلى روسيا

وفي حين أشارت تقارير غربية إلى أن هدف الزيارة يأتي لبحث تزويد موسكو بالأسلحة التي تحتاجها في حربها مع أوكرانيا، تأتي الاتفاقية الجديدة الخاصة بالتعاون والمساعدة في الشق العسكري لتحمل معها العديد من الأسئلة، ويقول الخبير في الشؤون العسكرية أوليغ كوستيوتشينكو، في حديثه لـ"الخليج الان"، إن "جميع دول العالم تستورد السلاح وحتى الدول العظمى تستورد الأسلحة والتقنيات؛ لأن هذا مجال تنافسي وعلمي في الوقت نفسه، ونحن نجد دواء ألمانياً مثلاً في صيدليات أمريكية، وهكذا فلا مانع من وجود سلاح كوري شمالي في روسيا".

ويضيف: "اليوم روسيا تتعرض لعدوان، ولذلك فإن كوريا الشمالية باتت معنية بالتعاون والمساعدة العسكرية المختلفة، سواء بالصواريخ أو الأسلحة المضادة الأرضية أو أنواع أخرى".

ويتابع كوستيوتشينكو: "لكن ما الذي تحتاجه روسيا؟ ربما السلاح الكوري الشمالي، وتحديدا الصواريخ رخيصة الثمن، ربما المخزون كثير، وروسيا في حرب منذ عامين ونصف العام، وبالتأكيد ارتفع الإنتاج العسكري لكن ربما يكون حدث نقص هنا أو هناك قد يغطيه السلاح الكوري".

ويشير إلى أنه "ربما نشهد صناعات عسكرية مشتركة بين الدولتين يتم الجمع فيها بين التقنيات الروسية والكورية لإنتاج سلاح رخيص بدقة وإمكانيات مميزة، والباب مفتوح أمام الدولتين، والإرادة موجودة".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا