عرب وعالم

رقصة "أحواش".. لوحة فنية تضيء جبال الأطلس بالمغرب

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 12:03 صباحاً - ترتبط رقصة "أحواش"؛ التي تُعد من أشهر فنون الرقص والغناء وأقدمها عند أمازيغ المغرب بالأعراس وموسم الحصاد، والأعياد الدينية والوطنية بالمملكة.

و"أحواش" كلمة أمازيغية مشتقة من "حُش" تعني "أُرقص"، وتكتسب أهمية خاصة لكونها رقصة جماعية تجسد تلك الروابط الإنسانية في منطقة "سوس" والأطلس الكبير والمتوسط، حيث موطن القبائل الأمازيغية.

ويتم تأدية هذه الرقصة "الفلكلورية" بطريقة مميزة، حيث يكون الرجال قد انتظموا في صفوف مقابلة لصفوف النسوة، اللواتي يشترط فيهن أن يكن من غير المتزوجات.

ويقود هذه الرقصة - التي تبدو كلوحة فنية بديعة - ما يسمى بـ"الرايس"، إذ يتمتع بمهارات جيدة في قرع الطبول والشعر والرقص.

إلى جانب ذلك، تصنف رقصات "أحواش" أيضًا وفق الموقع الجغرافي الذي نشأت فيه، كما أن بعض الرقصات تستمد اسمها من نوعية الآلات الموسيقية الأكثر استعمالًا أو حضورًا فيها، مثل "الطعريجة"، و"الناي"، و"الدف"، و"الطبل". 

هذه الرقصة الاحتفالية والتي اشتهرت بها القبائل الأمازيغية، تتميز بحركات متناسقة وإيقاع سريع تمتزج فيه صيحات "الرايس" مع أنغام الآلات الموسيقية التقليدية وأهازيج الحضور.

وعند بداية رقصة "أحواش" يبدأ الرجال والنساء في التمايل يمينًا وشمالًا، ويكون مطلع أهازيجها ذكر الله وخاتم الأنبياء، وينطلقون في الرقص بتحريك الأطراف العلوية بسرعة متناغمة.

وتنطلق الرقصة بما يسمى بـ"تحواشت" وهي المرحلة الأولى التي تضبط فيها الفرقة إيقاعها. ولا يقتصر فن "أحواش" على الرقص وتناسق الحركة، بل يتميز أيضا بحضور شاعر والذي يلقب بـ"أنضام"، إلى جانب مجموعة تتولى مهمة ترديد أبيات شعرية والنقر على آلات الإيقاع.

ولا يوجد أي تاريخ محدد لميلاد هذا الفن التراثي العريق، إلا أن المهتمين بالموروث الغنائي المغربي، يؤكدون أن "أحواش"، تبقى في عمومها رقصة تعبير عن الفرحة الجماعية التي توافق وتطبع مواسم الحياة الزراعية.

وفي العام 2017، تم إدراج رقصة أحواش "تاسكيوين" الرقصة الاحتفالية لأمازيغ الأطلس الكبير؛ ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا