عرب وعالم

التحولات السياسية في أوروبا وأمريكا تزيد "جمود" الملف الليبي

محمد الرخا - دبي - الأحد 16 يونيو 2024 10:15 مساءً - تثير التغيرات السياسية الجارية في أوروبا ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، التكهنات بشأن انعكاسها على عدة ملفات دولية وإقليمية من ضمنها الملف الليبي، الذي يشهد حالة جمود، وسط انسحاب المجتمع الدولي بشكل يكاد كاملًا من الانخراط في جهود حل الأزمة المستعصية.

ويتزامن ذلك مع صعود أحزاب أقصى اليمين في البرلمان الأوروبي، وتحديدًا في كل من فرنسا وإيطاليا والنمسا، وتصاعد النعرات العنصرية بسبب الهجرة والوضع الاقتصادي السيئ في القارة العجوز والدعم الأوروبي لأوكرانيا.

وفي وقت تستعد فيه أحزاب اليمين لاستغلال ملف المهاجرين للانقضاض على السلطة هذا الصيف الانتخابي الساخن، أعربت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية، مارين لوبان، عن استعدادها لتولي السلطة في فرنسا، في ضوء الانتخابات المبكرة التي أثارها الفوز الساحق، الذي حققه حزب "التجمع الوطني" في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وتتقاطع مواقف لوبان مع السياسية اليمينية رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي عززت مواقعها في شرق وغرب ليبيا عبر عدة اتفاقيات حول الهجرة والطاقة، أسفرت في النهاية عن انخفاض كبير في تدفق المهاجرين نحو بلادها.

وقالت ميلوني، في تصريحات قبل أيام إن "التزام حكومتي مكن حتى الآن من تقليل عدد المهاجرين غير النظاميين بنسبة 60% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية".

وأضافت أن ذلك "تحقق بفضل علاقات التعاون مع دول شمال أفريقيا، تونس وليبيا في المقدمة".

الاتحاد الأوروبي أصبح يمثل ثقلًا على أمريكا.

فتح الله السعداوي، رئيس رابطة الأحزاب الليبية

وفي قراءته للتغيرات الجارية، يرى رئيس رابطة الأحزاب الليبية فتح الله بشير السعداوي، أن الاتحاد الأوروبي أصبح يمثل ثقلًا على أمريكا، لأن واشنطن ترى أن التوغل الروسي في أفريقيا وسيطرته على دول الساحل كانا بسبب فشل أوروبا في إدارة الملف الليبي بالدرجة الأولى.

وقال السعداوي لـ "الخليج الان": "عندما تخنق واشنطن روسيا في ليبيا سوف يكون من السهولة خنقها في أفريقيا"، مرجحًا حدوث تغيرات سياسية كبيرة في الاتحاد الأوروبي وفي أمريكا ستظهر للسطح خلال السنة القادمة بعد نتائج الانتخابات في واشنطن.

وكانت واشنطن قدمت خطتها العشرية حول ليبيا في عام 2023، وقالت إن من أهدافها "دمج الجنوب الليبي المهمش تاريخيًا في الهياكل الوطنية بشكل أفضل، مما يؤدي إلى توحيد أوسع وتأمين الحدود الجنوبية".

وبموجب الخطة أيضًا، ستعمل الحكومة الأمريكية على زيادة المشاركة مع كافة جهات المجتمع المدني ودعمها، لا سيما في جنوب ليبيا في البداية.

وبخصوص ما ينتظر برنامج مكافحة الهجرة غير الشرعية والتدفقات من ليبيا وجنوب الصحراء الكبرى، يقول السعداوي إن اليمين المتطرف وسيطرته على البرلمان الأوروبي "تحصيل حاصل بعدما رأى اليمين في أوروبا، القارة العجوز وأحس أنها لا شيء مقارنة مع روسيا والعملاق الصيني وأمريكا وهو يريد تجديد تموقعه".

ليبيا تقع في قلب السياسة الخارجية الأوروبية لكن القرار أمريكي بامتياز.

عماد الدين الحمروني، محلل سياسي

وسيكون لقضية الهجرة انعكاسات سلبية على الاتحاد الأوروبي وإيجابية لروسيا، بحسب السعداوي.

ويوضح بالقول إن التضييق على المهاجرين غير الشرعيين، خاصة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وعمومًا الضغوط عليهم في أوروبا، سوف تُترجم إلى حقد في أفريقيا على الأوروبيين.

ويضيف أن ذلك يتيح توغلًا أكبر لروسيا في القارة السمراء لاسيما من النيجر وغانا التي تعد من أكبر الجنسيات المتدفقة بصورة غير نظامية إلى أوروبا.

ويؤكد أن ليبيا تعد منطقة عبور لآلاف المهاجرين غير النظاميين، وبمجرد أن يغلق البحر المتوسط سوف تنتج عنه إشكالية في زيادة أعداد المهاجرين في ليبيا وتونس.

ومن جانبه، يؤكد المحلل السياسي عماد الدين الحمروني، أن ليبيا تقع في قلب السياسة الخارجية الأوروبية لكن "القرار أمريكي بامتياز".

ويقول الحمروني لـ "الخليج الان": "مهما كانت النتائج سواء حكم اليمين أو اليسار فلن تتغير السياسة الخارجية لهذا الملف، لأن القرار أمريكي، وأوروبا هي فقط أداة"، مؤكدًا أن الوضع الليبي مرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية.

ويرجّح الحمروني، وهو أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة باريس، حدوث "مفاجآت كثيرة وكبيرة" على مستوى نتائج انتخابات فرنسا وأميركا والوضع السياسي في ألمانيا.

أخبار ذات صلة

ليبيا.. الانتخابات البلدية "جس نبض" للبرلمانية والرئاسية

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا