عرب وعالم

محللون سودانيون: قرارات البرهان تكشف حالة "تخبط وفقدان السيطرة"

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 11:09 مساءً - وصفت شخصيات سياسية سودانية القرارات الأخيرة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بأنها "غير متزنة" وتدل على حالة التخبط وفقدان السيطرة التي تعانيها قواته، ومن هذه القرارات، الإعلان عن تشكيل لجنة لرفع دعاوى قضائية أمام محاكم ومنظمات دولية ضد "الدعم السريع".

وقالت مصادر في القوات، وقيادات في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، إن هذا التخبط، وتقديم ما هو خارج السياق من جانب "البرهان"، مثل قرار تشكيل "لجنة" ليس لها أساس قانوني أو صلاحية، يعكس بشكل واضح فقدان كافة "الحيل"، في إيجاد أي تدخل أو قرار دولي قد يغير الواقع على الأرض لصالحه.

تقدم "الدعم السريع" في "الفاشر"

ويأتي ذلك، في ظل معارك "الفاشر" التي تتقدم فيها قوات الدعم السريع، والتي ستشكل وضعًا جديدًا في السودان، لن يكون على الأقل في صالح البرهان، وحلفائه.

وتؤكد المصادر في هذا الصدد، أن اللجنة التي أعلن عنها البرهان ووضع لها صلاحيات لا تستند إلى قانون، ليست أكثر من نداء استغاثة في ظل قرب إحكام "الدعم السريع" السيطرة على مدينة "الفاشر".

وأوضحت مصادر "الخليج الان" بأن الإعلان عن اللجنة، هو محاولة من "البرهان" لإرسال رسالة لقوى دولية، فحواها أنه ما زال صاحب سلطة في السودان وأن له "شرعية" كما يتصور، وأنه من هذا المنطلق، مستعد لتقديم أي شيء مقابل أي دعم سياسي أو عسكري، يبقيه في إطار الحكم حتى لو كان محدودًا.

كما أن العديد من الدلالات المتعلقة بالدعوات التي يطلقها البرهان، لرفع دعاوى أمام المحاكم والمنظمات الإقليمية والدولية ضد "الدعم السريع" عبر لجنة شكلت في الداخل، ليست لها صلاحيات فعلية، بحسب خبراء.

وعلق عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" علاء عوض، على تلك القرارات، قائلًا: "حديث البرهان الغريب الخاص بإنشاء هذه اللجنة، متزامن تمامًا مع تغيرات في أوضاع ميدانية واستمرار حصار الدعم السريع في الفاشر وتقدمها نحو قيادة الفرقة بالمدينة وفي مناطق أخرى.

اتهامات بالعمالة والخيانة

وأكد أن ذلك يعكس مدى المأزق والانهيار الذي يذهب إليه البرهان وحلفاؤه، وهو ما حذرت منه قوى "الحرية والتغيير"، عند بداية الحرب، إذ تم التأكيد على أن إيقاف هذه الحرب من مصلحة الشعب والجيش السوداني نفسه.

وأوضح عوض في تصريحات لـ"الخليج الان"، أن هذه الأجواء والذهاب إلى تلك المسارات من جانب "البرهان"، والتي تعكس التأثر القوي بالوضع الميداني، ليست جديدة وهي استكمال لما خرج به منذ أيام أيضًا، بتوجيه اتهامات لـ"تقدم" و"قوى الحرية والتغيير" بالعمالة والخيانة، دون وجود أي منطق يتعلق بتوجيه تلك الاتهامات.

وأشار إلى أن قرارات تشكيل لجنة "ملاحقة" والتي ليس لها جدوى، هي نتاج طبيعي لحالة فقدان السلطة السياسية والعسكرية، وتوضح مدى "التخبط" الذي يعيشه البرهان والمرتبط بأنه لن يكون لـ"العسكر" أي مستقبل في السلطة في ظل ما تم الاتفاق عليه من قبل التيارات المدنية والثورية.

ولفت إلى أنه جرى الاتفاق على أن أي "خارطة طريق" قادمة ستكون دون "المؤتمر الوطني وفلول النظام السابق والإسلاميين"، نظرًا لما ارتكبوه من تخريب وإفشال عملية الانتقال السياسي وكانوا وراء الانقلاب وتخريب الاتفاق الإطاري، ومن ثم أشعلوا الحرب. 

وأضاف: "لا مكان لهؤلاء في أي عملية سياسية قادمة، فلا يمكن مكافأتهم على كل ما فعلوه من تخريب للانتقال وإشعال للحرب".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا