الارشيف / عرب وعالم

بعد مخاض أمريكي عسير.. بادرة أمل "خجولة" لوقف النار في غزة

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 02:13 مساءً - بعد مخاض عسير منذ 9 أشهر، قام وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بـ8 جولات في المنطقة، آخرها جولته الحالية، التي تمخضت عن "بادرة أمل" بحسب بلينكن لإعلان حركة حماس قبولها قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة؛ ما وصفها خبراء بالبادرة "الخجولة" والتي قد لا ترى النور، سيما في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السياسة في إسرائيل، والمعارك في قطاع غزة.

وأكد سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية في حركة "حماس" في الخارج، لـ"رويترز" اليوم الثلاثاء، أن الحركة "جاهزة للتفاوض حول التفاصيل"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن بيان الحركة المؤيد للقرار "بادرة تبعث على الأمل"، مضيفًا أن ما يصدر من حديث عن قيادة الحركة الفلسطينية في قطاع غزة هو الأهم.

الأمور معقدة

وذكر بلينكن أن المحادثات حول خطط ما بعد وقف إطلاق النار في غزة ستستمر اليوم الثلاثاء، وفي اليومين المقبلين. وقال إنه "يتعين أن تكون لدينا هذه الخطط".

وتواصل الولايات المتحدة محاولاتها ومساعيها لاحتواء القضية الأصعب في حسابات البيت الأبيض في الوقت الراهن على الأقل مع اقتراب ماراثون الانتخابات الرئاسية، وفق ما يرى خبراء ومختصون، إلا أنه ولغاية اللحظة لم تفلح جميعها وتسير الأمور نحو التعقيد أكثر.

وتأتي جولة بلينكن الحالية في وقت أصعب ميدانيًّا وسياسيًّا، فالهزة التي ضربت مجلس الحرب الإسرائيلي باستقالة ثلاثة وزراء في مجلس الحرب الإسرائيلي، من حكومة بنيامين نتنياهو، وهم: بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، وحيلي تروبير، وسبقها مجزرة مخيم النصيرات التي راح ضحيتها قرابة 200 قتيل، عقدت مهمة بلينكن نسبيًّا للدفع بمقترح بايدن لوقف النار في غزة، وفق محللين ومتابعين. 

مرحلة حرجة

وتستمر زيارة الوزير الأمريكي ثلاثة أيام تشمل مصر وإسرائيل وقطر والأردن، وتسيطر عليها تساؤلات بشأن دور هذه الجولة في حل ملف الهدنة الذي وصل إلى مرحلة "حرجة" على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية.

وفي محطته الأولى في القاهرة أمس الاثنين، قال بلينكن بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن حركة "حماس" هي الطرف الوحيد الذي لم يوافق حتى الآن على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار، والذي تقول واشنطن إن إسرائيل قبلته فعلًا، وقبل مغادرته القاهرة متوجهًا إلى إسرائيل قال للصحفيين: "رسالتي لحكومات المنطقة وشعوبها هي إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس للموافقة".

 بينما قال السيسي إن من الضروري إزالة العقبات أمام المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان غزة، وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي شدد "على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام دخول المساعدات الإنسانية، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدمًا في إنفاذ حل الدولتين".

إسرائيل في أزمة

 ووصولاً إلى إسرائيل التي تعيش على وقع أزمة سياسية حادة مع تفكك مجلس الحرب، التقى بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل انتقادات متصاعدة بالداخل الإسرائيلي لمسار الحرب والفشل في إنهائها بانتصار، وتصوُّر المتطرفين في تل أبيب أنه سيكون سريعًا وحاسمًا.

ولا تزال الحكومة الإسرائيلية مصممة على المضي في الحرب، بينما تحاول إدارة بايدن إنهاءها وفق خطة بايدن المقترحة، وتواصل إسرائيل هجماتها في وسط قطاع غزة وجنوبه، وهي من بين أكثر الهجمات دموية خلال هذه الحرب، فيما تطالب حركة "حماس" الإدارة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، مؤكدة استعدادها للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب.

 ويأتي ذلك تزامنًا مع تبنّي مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق غير مشروط للصفقة، واعتمد المجلس القرار بأغلبية 14 دولة، بينما امتنعت دولة واحدة هي روسيا عن التصويت. 

ترحيب بمقترح الهدنة

وكانت المندوبة الأمريكية دعت خلال الجلسة حركة "حماس" لقبول الصفقة التي تؤدي إلى وقف إطلاق النار، كذلك حثت الطرفين على تطبيقها دون شروط.

والنسخة الأخيرة من نص القرار ترحب بمقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في الـ31 من مايو، كذلك تؤكد خلافًا للنسخ السابقة، أن المقترح قبلته إسرائيل، وتدعو "حماس" إلى قبوله أيضًا وتدعو الطرفين إلى تطبيق بنوده كاملة دون شروط، كما ينص المقترح في مرحلته الأولى على وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين منذ الـ7 من أكتوبر مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل. 

وأثارت استقالات مجلس الحرب الإسرائيلي تساؤلات حول تداعيات قرارهم على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والسيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة، وبعد أقل من ساعة على استقالة الوزيرين في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، أعلن الوزير هيلي تروبر "من حزب غانتس" استقالته من حكومة الحرب.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا