الارشيف / عرب وعالم

كيف يؤثر تلويح مصر بالانسحاب من الوساطة على مسار التهدئة في غزة؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الخميس 23 مايو 2024 06:03 مساءً - أثار التلويح المصري بإمكانية الانسحاب من الوساطة في ملف التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على مسار تلك المفاوضات، والحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عدة أشهر.

ولوحت مصر بالانسحاب من الوساطة بين طرفي القتال في غزة، على خلفية ما وصفته القاهرة بـ"محاولات التشكيك" بدورها، وذلك بالتزامن مع زيادة التوترات أخيرًا بين القاهرة وتل أبيب، على خلفية الحرب بالقطاع.

خلافات عميقة

وقال المحلل السياسي، سهيل كيوان، إنه "من الواضح وجود خلافات عميقة بين إسرائيل ومصر في العديد من الملفات المتعلقة بالحرب الإسرائيلية، والتي تفاقمت إثر الاجتياح البري لمدينة رفح والتحرك بمحور فيلادلفيا".

وأوضح كيوان، لـ"الخليج الان"، أن "الخلافات وصلت لأعلى مستوى منذ عقود، وذلك بعد الاتهامات الإسرائيلية لمصر بإغلاق معبر رفح؛ ما سيكون له تأثير على العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين.

وقال إن "التلويح المصري بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل وحماس، يأتي إثر المراوغة الإسرائيلية بالملف، والخلافات العميقة بين القاهرة وتل أبيب"، مؤكدًا أن ذلك يؤثر سلبًا على العلاقات بين البلدين واتفاقية السلام الموقعة بينهما.

دبابات إسرائيلية تجتاح معبر رفحأ ف ب

انسحاب تدريجي

وأشار إلى أن "مصر ربما تبدأ بشكل تدريجي الانسحاب من الملف، بحيث تبدأ بتقليص دورها في المفاوضات، وإلقاء المسؤولية على أطراف إقليمية ودولية أخرى"، مبينًا أنه دون مصر لا يمكن ضمان تنفيذ أي اتفاق للتهدئة.

ووفق المحلل السياسي، فإن "القاهرة لها دور إستراتيجي بالمفاوضات، والانسحاب من الملف في حال تنفيذ القرار سيكون له تأثير سلبي"، مشيرًا إلى أن مثل هذا القرار قد يؤدي إلى حالة غير مسبوقة من القطيعة بين مصر وإسرائيل.

وتابع كيوان: "بتقديري الأطراف المشاركة بمفاوضات التهدئة لا ترغب باتخاذ مصر مثل هذا القرار، كما إنها لن تسمح بذلك، خاصة إسرائيل وحماس، اللذين يثقان بدور المسؤولين المصريين الاستثنائي في الوساطة بينهما".

قوات مصرية قرب حدود رفح

قوات مصرية قرب حدود رفحأ ف ب

سيناريوهات متعددة

من جانبه، يؤكد الخبير في القضايا الإقليمية، رفيق أبو هاني، وجود سيناريوهات متعددة تتعلق بالدور المصري في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، لافتًا إلى أن السيناريو الأول يتمثل في تنفيذ مصر تهديداتها بالانسحاب من الوساطة.

وقال أبو هاني، لـ"الخليج الان"، إنه "في هذه الحالة ستتعقد مهمة الوسطاء في التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، كما إن الثقة ستنعدم بين طرفي النزاع في إمكانية تطبيق أي اتفاق"، مشددًا على أن مثل هذا السيناريو خطير للغاية.

وأضاف أن "السيناريو الآخر يتمثل في تقليص مصر لدورها إلى أدنى الحدود، وتسليم عدد من الملفات الرئيسة للأطراف الدولية والإقليمية، وهو الأمر الذي سيغيب إمكانية وجود القاهرة كضامن في أي اتفاق للتهدئة بين الجانبين".

أخبار ذات صلة

مصر تلوّح بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل وحماس

أهمية الدور المصري

وأشار أبو هاني إلى أن "أي تغييب أو تقليص للدور المصري بالوساطة لن يضمن نجاح أي اتفاق يمكن التوصل إليه".

أما السيناريو الأخير، وفق المحلل السياسي، فيتمثل في عمل الولايات المتحدة على حل الخلافات بين مصر وإسرائيل، والتوصل لتفاهمات بين الجانبين إزاء الملفات العالقة، بما يضمن استمرار القاهرة بدورها كوسيط للتهدئة.

وختم أبو هاني بالقول: "بتقديري هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا، خاصة أن مصر تدرك أهمية استمرارها بالعمل كلاعب إقليمي مهم في الساحة السياسية، علاوة على أن المجتمع الدولي يعمل على الاستفادة من المكانة الخاصة لمصر من أجل الحفاظ على الهدوء بالمنطقة".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا