عرب وعالم

ماذا يعني إعلان الجيش الإسرائيلي "السيطرة العملياتية" على معبر رفح؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 7 مايو 2024 12:03 مساءً - أثار إعلان إسرائيل "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح تساؤلات حول دلالات هذه الخطوة، وإمكانية أن تقدم السلطات الإسرائيلية على تشغيل المعبر.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تنفيذ قوات من الفرقة 162 عملية مباغتة وفي مناطق محدودة من مدينة رفح، لتحييد أهداف تابعة لحركة حماس شرقي المدينة، مبيناً أنه حقق "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم عبر البوابة المصرية، ويسيطر على إدارته من الجانب الفلسطيني منذ عام 2007 موظفون تابعون لحركة حماس، ولا يوجد أي دور للسلطة الفلسطينية هناك.

ويعد معبر رفح المنفذ الرئيس لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

سيطرة عسكرية

الخبير في الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد، قال إن "تصريح الجيش الإسرائيلي يمثل إعلانا عن وجود قواته العسكرية على الأرض بالمدرعات والمشاة لفترة من الزمن، وإحكام السيطرة العسكرية على المعبر والتحكم في إدارته".

وأوضح عبد الواحد، في حديث لـ"الخليج الان"، أنه "من أجل تحقيق ذلك سيعمل الجيش الإسرائيلي على تنفيذ ضربات جوية عنيفة بمحيط المعبر، وتهيئة الطريق لعمليات عسكرية واسعة النطاق، قبل التحرك البري في المناطق الشرقية".

وذكر أنه "إضافة للسيطرة على المعبر سيضع الجيش ثكنات عسكرية قريبة منه خلال الأيام المقبلة، خاصة في المناطق الاستراتيجية والمحورية، وفصل جميع الطرقات والممرات المؤدية للمعبر عنه، وبالتالي إحكام سيطرته العملياتية على المعبر".

الوجود الإسرائيلي في المعبر سيكون محدودا

اللواء محمد عبد الواحد، خبير في الأمن القومي

وتابع: "كل ذلك يحقق لإسرائيل السيطرة الكاملة والمباشرة على المعبر من الجهة الفلسطينية، ويمهد الطريق أمام سيطرته على محور فيلادليفيا"، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار المخططات الإسرائيلية لهجوم واسع على رفح.

وبين عبد الواحد أن "الوجود الإسرائيلي في المعبر سيكون محدودا، خاصة أنه حسب الاتفاقيات الموقعة مع مصر لا يسمح لإسرائيل بالوجود في منطقة المعبر ومحور فيلادلفيا إلا بموافقة مصرية".

وأشار إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة سيكون "في إطار معين لا يدفع القاهرة نحو اتخاذ إجراءات عنيفة وشديدة".

إدارة مدنية

ويرى الخبير في الأمن القومي، رفيق أبو هاني، أن "الإعلان الإسرائيلي يمكن اعتباره تمهيداً لتنفيذ مخطط لإدارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني"، لافتاً إلى أن إسرائيل يمكن أن تقدم على تشغيل المعبر بالآلية ذاتها التي يعمل بها معبر كرم أبو سالم.

وقال أبو هاني، في حديث لـ"الخليج الان"، إنه "من الواضح أن إسرائيل ترغب في إدارة المعبر مدنياً خلال وجودها بالقوة العسكرية داخله، خاصة أن العملية المباغتة لم تعطِ فرصة لأي طرف لإيجاد بديل لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

الخطوات الإسرائيلية في معبر رفح ستؤدي إلى غضب مصري

رفيق أبو هاني، خبير في الأمن القومي

وأضاف: "يمكن لإسرائيل أن تقوم بدور مدني يتعلق بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما يظهرها في موقف أفضل أمام المجتمع الدولي، ويخفف حدة الانتقادات المتعلقة بعملية رفح"، مبيناً أن ذلك سيكون في إطار شروط معينة وصعبة للغاية.

وتابع: "في تقديري، إسرائيل ستعمل مع منظمات إغاثية دولية على إيجاد ممر لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، بما يجنبها أي انتقاد دولي، كما أن ذلك يسمح لها بحرية العمل عسكرياً ضد مدينة رفح ولأطول فترة ممكنة".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا