عرب وعالم

يوسف زيدان وفراس السواح يثيران جدلا بعد تصريح غريب عن طه حسين

محمد الرخا - دبي - الأحد 5 مايو 2024 08:13 مساءً - خلال المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة "تكوين الفكر العربي"، والمُقام تحت عنوان "خمسون عاماً على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟"، وفي إحدى الجلسات سأل الباحث والروائي المصري يوسف زيدان المفكر السوري فراس سواح: "أنت أهم أم طه حسين؟"، ليرد الأخير: "أنا أهم وأنت أهم".

وما هي إلا ساعات حتى تصدَّرت هذه الجزئية من الجلسة الحوارية محركات البحث، وانهالت الانتقادات على الشخصيتين الفكريتين العربيتين، وكلاهما عضو في مجلس أمناء المؤسسة التي تهدف إلى تعزيز خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار، وتشجيع المراجعات النقدية، والتحفيز على طرح الأسئلة على المسلمات الفكرية، والأسباب التي تحول دون نجاح مشاريع النهضة والتنوير العربية.

هذه الانتقادات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، دفعت السواح للرد عليها على صفحته في "فيسبوك"، مبررا بأن "ما قاله مجرد دعابة وعلى سبيل المزاح فقط مع الكاتب والروائي يوسف زيدان".

في المقابل، فإن الكاتب المصري زيدان كتب في منشور له: "شيءٌ عجيب فعلًا.. بالأمس، في افتتاح مؤتمر مؤسسة تكوين للثقافة العربية، وفي غمرة نقاشنا حول أهمية طه حسين وأهمية التواصل مع أفكاره المستنيرة، جرى بيني وبين الباحث الكبير فراس السواح محادثة مازحة، سألته خلالها: هل أنت أهم أم طه حسين؟ فأجابني ممازحًا: أنا وأنت أهم منه.. واستكملنا الحوار بعد ذلك بشكل جاد".

وأضاف: "فجأة، بعد ساعتين فقط، انتشر مقطع مُجتزأ من جلسة المؤتمر.. وانهالت علينا لعناتُ الغاضبين، وهجومهم السطحي دون أي جهد للتأكُّد من المزاح المقتطع من سياقه، وانفجر غضبٌ لا سبب له، ولا داعي".

ومن أبرز المُعلِّقين وأكثرهم حدة كان السيناريست مدحت العدل الذي كتب على صفحته في "فيسبوك": "فراس السواح له أبحاثه وكتبه التي تحرك العقل العربي من ركوده سواء اتفقت معها أم اختلفت، وهو شيء محمود. وكذلك يوسف زيدان له بعض الأبحاث والروايات التي أقصى ما يقال عنها إنها جيدة".

وأضاف: "هذا هو إسهام الاثنين في عالم الأدب والثقافة العربية، أما طه حسين ذلك العملاق الذي زلزل المفاهيم التقليدية للفكر المسجون ودخل معارك فكرية فتح بها آفاقاً رحبة ومحلقة للعقل العربي ومستقبل ثقافته في كتابه الخالد (مستقبل الثقافة) وغيره من الكتب التي أرشدتنا- بل أرشدت السواح وزيدان- كيف نفكر ونقاوم ونتطور وعظمة عميد الأدب العربي أن إسهاماته لم تقف على رأي يقوله أو كتاب يكتبه، بل إنه دخل الحياة العملية بكل عنفوانها، فأنشأ كثيرًا من الجامعات، ودخل معركة تعليم البنات في مصر وكسبها".

وتابع: "إنجازات عديدة تؤكد أن قيمة طه حسين ليست في تأسيسه منهج تفكير عقلي عربي مستنير أحدث ثورة، بل إسهاماته العملية في تطور مجتمعه بما لم يستطعه أي أديب أو مفكر عربي. هذه بعض كلمات لا تفي الأستاذ حقه أبداً، وهناك آلاف الكتب والدراسات عنه لمن يريد المزيد. لعن الله الغرور والذات المنتفخة التي تجعل من صاحبيهما لا يريان الحقيقة".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا