الارشيف / عرب وعالم

أمريكا تسعى لاستعادة وجودها الدبلوماسي في ليبيا.. لماذا الآن؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 2 أبريل 2024 10:10 مساءً - تسعى الولايات المتحدة إلى استعادة وجودها الدبلوماسي في العاصمة الليبية طرابلس، عن طريق إعادة فتح سفارتها التي أغلقت إثر أعمال عنف في العام 2014.

وكشف مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن أخطرت الكونغرس، الشهر الماضي، بشأن خطتها لاستئناف الوجود الدبلوماسي في ليبيا، وهي عملية قد تستغرق من عام إلى عامين تقريبا لتخصيص منشأة دبلوماسية مؤقتة في العاصمة طرابلس.

وأفاد موقع "المونيتور" الأمريكي بأن إدارة بايدن طلبت تخصيص مبلغ 57.2 مليون دولار من موازنة العام 2025 لتمويل وجود دبلوماسي أكبر في ليبيا، بما يشكل تكاليف الممتلكات والسفر والأمن للمنشأة المتواجدة في ضواحي العاصمة طرابلس، لكن تلك المنشأة لن تكون السفارة الرسمية للولايات المتحدة، على الأقل في المستقبل المنظور، وسيستخدمها الدبلوماسيون الأمريكيون المعنيون في ليبيا، والموجودون في تونس، لإجراء رحلاتهم الأطول والأكثر تواترًا إلى ليبيا.

وعلّق الدبلوماسي الليبي السابق عثمان البدري على هذا التطور بالقول إن "الحديث عن السياسة الأمريكية في ليبيا يتطلب منا أن نعرف أولويات الولايات المتحدة التي تنظر إلى الملف الليبي من زاوية واحدة؛ هي زاوية مواجهة النفوذ الروسي في المنطقة".

وتابع البدري، لـ "الخليج 365": "يبدو أن السياسة الأمريكية تعتمد على ردود الأفعال تجاه أية خطوة يقوم بها الجانب الروسي في ليبيا، وبالتالي لم تطرح الولايات المتحدة نهجها وخطتها تجاه ليبيا، إذ تتعامل مع الظروف وفق مصالحها الخاصة، لذلك أحيانًا يكون الملف الليبي في صدارة أولويات الإدارة الأمريكية، وأحيانًا أخرى يكون في آخر هذه الأولويات أو يتراجع قليلًا؛ نتيجة وجود ملفات أكثر أهمية".

وأكد أن الحرب الروسية – الأوكرانية ذات أهمية خاصة للولايات المتحدة الآن، وما يجري في غزة أيضًا؛ "لذلك، في تقديري، لا أعتقد أن الولايات المتحدة تعمل بشكل إيجابي في ليبيا".

أما المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي فقال إن "الولايات المتحدة كانت مستهينة بالوضع في ليبيا. وكانت تعتقد أن زعزعة استقرارها أمر لن يؤثر على الأمريكيين كثيرًا، وهو ليس من أولويات الإدارة الأمريكية، وبالذات في عهد باراك أوباما، ومن بعده دونالد ترامب".

وأضاف العبدلي، لـ "الخليج 365": "الآن نجد الولايات المتحدة تريد العودة إلى ليبيا، وهذا ليس من أجل دعم الاستقرار بل بالعكس؛ لأننا نجد تحركات حتى على المستويات العسكرية الأمريكية، ومنها زيارات الملحق الدفاعي الأمريكي الأخيرة لعدد من الكتائب في غرب ليبيا، وهذا يعني أنه يوجد تحرك على الصعيدين السياسي والعسكري".

المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية غازي معلى رأى أن "الولايات المتحدة تسعى إلى أن يكون لها حضور جدي وكبير في الأشهر القادمة في ليبيا، وهو أمر عادي؛ لأن واشنطن تعتقد أن ليبيا ساحة مهمة بالنسبة لها، ويجب أن تكون موجودة فيها، خاصة أن البلاد ذات بعد استراتيجي''.

وبيّن معلى، لـ "الخليج 365" أن "السفارة الأمريكية خرجت من العاصمة طرابلس منذ 2014، ولم يعد لها أي وجود باستثناء بعض الزيارات للدبلوماسيين الأمريكيين، لكن الآن هناك عودة قوية وحديث عن ميزانية حددت من وزارة الخارجية لإعادة فتح السفارة الأمريكية، خلال الأشهر القليلة القادمة".

وزاد بالقول: "هناك أيضا حضور عسكريّ وأمنيّ واستخباريّ أمريكيّ كبير في ليبيا، بواجهات مختلفة سواء بالعمل مع حلف الناتو أو التركي أو الإيطالي".

واستنتج معلى أنه من "الواضح أن هذه الخطوة تأتي أيضًا ضمن مساعي واشنطن للتصدي للنفوذ الروسي في المنطقة".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا