الارشيف / عرب وعالم

من يُموّل حماس في حربها ضد إسرائيل؟

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

محمد الرخا - دبي - الأحد 22 أكتوبر 2023 11:07 مساءً - أثار تكاليف الحرب الباهظة التي تخوضها حركة حماس مع إسرائيل تسؤلات حول من يمول هذه الحرب، لا سيما أن تل أبيب تتلقى سنويًا نحو 4 مليارات دولار كمساعدات عسكرية من أمريكا.

وقال تقرير نشره موقع "بزنس إنسايدر": إن الجواب يكمن في شبكة معقدة من الاستثمارات التجارية للحركة، و"الجمعيات الخيرية" التي تديرها حماس، إضافة إلى معاملاتها من العملات المشفرة، والدعم الدولي، مما يجعل من الصعب تحديد القيمة الدقيقة لما تجنيه حماس، لكن خبراء يقدّرون أن "حماس" لديها "ميزانية تشغيلية" تُقدّر بمئات الملايين من الدولارات.

وبين أن "حماس لديها جناحان واحد للخدمة الاجتماعية وآخر عسكري، حيث كان الأول نشطًا للغاية فيما يتصل بجمع الأموال، التي تذهب بالتأكيد للتمويل العسكري"، حسبما نقل الموقع عن فيكتور أسال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ألباني في مدينة نيويورك الأمريكية.

جمعيات خيرية وهمية

وأشار التقرير إلى أن الجمعيات الخيرية التابعة لحماس "والتي يُزعم أنها توفر الأموال لصالح احتياجات المواطنين في قطاع غزة من الغذاء أو الرعاية الطبية" هي محرك التمويل لجناح حماس العسكري.

وأضاف أنه "في حين أن بعض الأموال قد تصل في نهاية المطاف إلى أهدافها المقصودة، إلا أن  المنظمات الخيرية، التي يقع مقرها الرئيسي خارج قطاع غزة وفي بعض الأحيان تتخذ من الدول الغربية مقرًا لها، تشكل في كثير من الأحيان جبهات متطورة لعمليات حماس العسكرية".

مسلحو حركة حماس

مسلحو حركة حماسرويترز - أرشيفية

وأوضح التقرير أنه "في عام 2003، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية 5 جمعيات خيرية مختلفة مقرها المملكة المتحدة، وسويسرا، والنمسا، ولبنان، وفرنسا كمنظمات إرهابية وذلك لدعمها لحركة حماس".

وفي العام 2009، أدانت وزارة العدل الأمريكية قادة من مؤسسة "الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية" ومقرها الولايات المتحدة بتهمة تقديم الدعم المالي للجناح المسلح لحركة حماس.

ورغم أن الحركة اعتمدت، خلال السنوات الأخيرة، بشكل أقل على جمع التبرعات لصالح تمويلها العسكري، وذلك ردًا على حملة القمع الدولية ضد الجمعيات الخيرية التابعة لها، إلا أنه يظل "جمع التبرعات" مصدر دخل ثابت للجماعة المسلحة، حسبما أبلغ خبيران "بزنس إنسايدر".

دعم إيراني كبير

ونقل الموقع عن ماثيو ليفيت، محلل استخبارات مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، قوله إن "الدعم الدولي الذي تتلقاه حركة حماس يأتي بشكل رئيس من إيران"، مشيرًا إلى أن ذلك كان "العامل الأساس الكبير" في تمويل حماس، حيثُ قدر أن إيران تُسهم بين 70 و100 مليون دولار سنويًا لدعم الحركة.

وأوضح أنه "بوجود إيران، فإن ذلك يتيح لحركة حماس توسيع نطاق وصولها  إلى ما وراء حدودها، لتقويض الخصوم، وهم ملتزمون بتدمير إسرائيل كما يمكنهم، بصراحة تامة، القتال حتى آخر عربي".

مقاتلو حركة حماس

رئيسة المفوضية الأوروبية: 93% من عتاد حماس يأتي من إيران

ونوه ليفيت إلى أنه "لن ترى إيرانيًا أو فرسًا، على الخطوط الأمامية للقتال في لبنان أو في قطاع غزة، وهذا أمر مريح للغاية بالنسبة للإيرانيين فهم يزجون بالعرب المسلمين في صفوف القتال، وبالتالي فعندما يحدث خطب ما سيكونون هم من يعانون العبء الأكبر وليس إيران".

ورأى أنه "بالنسبة لإيران، فإن تمويل حركة حماس يوفر في نهاية المطاف وسيلة غير مكلفة ماليًا وسياسيًا لتقويض استقرار إسرائيل وزيادة الضغط على خصومها مع الحفاظ على جو من الإنكار فيما يتعلق بتورطها في ذلك".

الضرائب والاستثمارات والتهريب

وتناول تقرير الموقع ما تعرضت له إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات بسبب قرارها، الذي اتخذته، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بالإفراج عن 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية المجمدة كجزء من صفقة لإطلاق سراح السجناء، والتي يقول النقاد إنها "أتاحت الأموال لإيران لإرسالها إلى حماس قبل الهجوم على إسرائيل".

وأشار التقرير إلى أن "سيطرة حماس تنامت على أراضي غزة بفضل الدعم المالي من إيران، كما تزايدت أيضًا قدرة الحركة على كسب الأموال من الأراضي التي تسيطر عليها وذلك من خلال الضرائب، والابتزاز، والتهريب، والاختطاف، والسرقة".

مقاتل فلسطيني من الجناح المسلح لحركة حماس

مقاتل فلسطيني من الجناح المسلح لحركة حماسرويترز - أرشيفية

وأكد ليفيت، الذي يشغل حاليًا منصب مدير برنامج "راينهارد" لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن "حماس تشرف على أي شيء وكل شيء يعبر حدودها، وتسيطر على النشاط الاقتصادي في المنطقة".

وبين أنه "عندما تم حفر أنفاق التهريب إلى مصر، فرضت حماس ضرائب عليها، وعندما كانت قطر تقدم بموافقة إسرائيلية وأمريكية الأموال لدفع الرواتب في قطاع غزة، تمكنت حماس من فرض الضرائب على ذلك".

وأوضح ليفيت أن "أكبر دخل لحماس، في الآونة الأخيرة، لم يكن من إيران؛ بل من القطاع، الذي تسيطر عليه"، مقدرًا أن تكون حماس قد جنت بين 400 إلى 450 مليون دولار من ذلك".

ونوه التقرير إلى أنه ومن خلال الأموال، التي يتم جمعها من فرض الضرائب على سكان غزة، يقوم مسؤولو حماس باستثمارات تجارية كبيرة في شركات العقارات والبناء، وكذلك شركات التعدين والبنية التحتية في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.

غسيل الأموال والعملات الرقمية

وقال ليفيت إن حماس تعتمد إلى حد كبير على التعاملات  بالعملات المشفرة، وغسل الأموال القائم على التجارة لتجنب تعقب أموالها بسهولة، مبينًا أنه "بدلاً من إرسال 100 دولار لشخص ما، ترسل حماس له ما قيمته 100 دولار من القمح أو السكر أو الأرز وبما أن القمح والسكر والأرز يجب أن يذهب إلى قطاع غزة، فإن هذا لا يثير نفس النوع من الدهشة".

وأشار إلى أنه "يمكنهم استخدام هذه المواد لتحرير أموال أخرى، ويمكنهم استخدامها لتقديمها لناخبيهم وبناء الدعم الشعبي، أو استخدامها لتحرير أموال أخرى أو أي طريقة يرونها مناسبة".

مقاتلو حركة حماس

"طويلة ووحشية".. الركام والأنفاق والطائرات الانتحارية أسلحة حماس في الحرب البرية

وفي أعقاب إعلان إسرائيل الحرب على حماس، تعهدت الولايات المتحدة بمبلغ 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية للفلسطينيين، والتي ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنها قد تنتهي في نهاية المطاف في أيدي حماس بسبب سيطرتها على قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن أليكس زردين، مسؤول الأمن القومي السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، قوله "إن تلك المساعدات تهدف إلى توفير مياه الشرب والغذاء والرعاية الطبية للغزيين، لكن هذه الأموال قابلة للاستبدال"، مضيفًا أن "هذا يسمح أيضًا لحماس بتحويل الأموال من توفير احتياجات شعبها إلى دعم آلتها الحربية".

موقع "بزنس إنسايدر"

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا